الدجاجة. وما جرى هذا المجرى في جميع الأشياء " وترزق من تشاء بغير حساب " أي تعطي من شئت من المال مالا يعده ولا يقدر على إحصائه وتقتر على آخرين لما لك في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة. قال الطبراني:
حدثنا محمد بن زكريا العلائي حدثنا جعفر بن حسن بن فرقد حدثنا أبي عن عمر بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ".
لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير (28) نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمؤدة من دون المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال تعالى " ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ " أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله كما قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة - إلى أن قال - ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل " وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا " وقال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم من بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم " الآية. وقال سبحانه وتعالى بعد ذكر موالاة المؤمنين من المهاجرين والأنصار والاعراب " والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " وقوله تعالى " إلا أن تتقوا منهم تقاة " أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما قال البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم. وقال الثوري: قال ابن عباس: ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان وكذا رواه العوفي عن ابن عباس إنما التقية باللسان وكذا قال أبو العالية وأبو الشعثاء والضحاك والربيع بن أنس ويؤيد ما قالوه قول الله تعالى " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان " الآية وقال البخاري: قال الحسن التقية إلى يوم القيامة ثم قال تعالى " ويحذركم الله نفسه " أي يحذركم نقمته في مخالفته وسطوته وعذابه لمن والى أعداءه وعادى أولياءه. ثم قال تعالى " وإلى الله المصير " أي إليه المرجع والمنقلب ليجازي كل عامل بعمله. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي حسين عن عبد الرحمن بن سابط عن ميمون بن مهران قال: قام فينا معاذ فقال: يا بني أود أني رسول رسول الله إليكم تعلمون أن المعاد إلى الله إلى الجنة أو إلى النار.
قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شئ قدير (29) يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد (30) يخبر تبارك وتعالى عباده أنه يعلم السرائر والضمائر والظواهر وأنه لا يخفى عليه منهم خافية بل علمه محيط بهم في سائر الأحوال والأزمان والأيام واللحظات وجميع الأوقات وجميع ما في الأرض والسماوات لا يغيب عنه مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك في جميع أقطار الأرض والبحار والجبال " والله على كل شئ قدير " أي وقدرته نافذة في جميع ذلك وهذا تنبيه منه لعباده على خوفه وخشيته لئلا يرتكبوا ما نهى عنه وما يبغضه منهم فإنه عالم بجميع أمورهم