تظلمون ولا تظلمون وأول ربا موضوع ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله ". كذا وجده سليمان بن الأحوص وقد قال ابن مردويه حدثنا الشافعي حدثنا معاذ بن المثنى أخبرنا مسدد أخبرنا أبو الأحوص حدثنا شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو عن أبيه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ". وكذا رواه من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي حمزة الرقاشي عن عمرو هو ابن خارجة فذكره.
وقوله " وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون " يأمر تعالى بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاء فقال " وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة " لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينه إذا حل عليه الدين إما أن تقضي وإما أن تربي ثم يندب إلى الوضع عنه ويعد على ذلك الخير والثواب الجزيل فقال " وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون " أي وإن تتركوا رأس المال بالكلية وتضعوه عن المدين وقد وردت الأحاديث من طرق متعددة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك " فالحديث الأول " عن أبي أمامة أسعد بن زرارة قال الطبراني حدثنا عبد الله بن محمد بن شعيب المرجاني حدثنا يحيى بن حكيم المقوم حدثنا محمد بن بكر البرساني حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثني عاصم بن عبيد الله عن أبي أمامة أسعد بن زرارة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من سره أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر علي معسر أو ليضع عنه ". " حديث آخر " عن بريدة قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا محمد بن جحادة عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول " من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة ". قال ثم سمعته يقول " من أنظر معسرا فله بكل يوم مثلاه صدقة " قلت سمعتك يا رسول الله تقول " من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة " ثم سمعتك تقول " من أنظر معسرا فله بكل يوم مثلاه صدقة " قال " له بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة ". " حديث آخر " عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري قال أحمد حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي أن أبا قتادة كان له دين على رجل وكان يأتيه يتقاضاه فيختبئ منه فجاء ذات يوم فخرج صبي فسأله عنه فقال: نعم هو في البيت يأكل خزيرة فناداه فقال يا فلان اخرج فقد أخبرت أنك هاهنا فخرج إليه فقال ما يغيبك عني؟ فقال إني معسر وليس عندي شئ قال آلله إنك معسر؟ قال نعم فبكى أبو قتادة ثم قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ". ورواه مسلم في صحيحه " حديث آخر " عن حذيفة بن اليمان قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا الأخنس أحمد بن عمران حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن خراش عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أتى الله بعبد من عبيده يوم القيامة قال ماذا عملت لي في الدنيا؟ فقال ما عملت لك يا رب مثقال ذرة في الدنيا أرجوك بها - قالها ثلاث مرات - قال العبد عند آخرها يا رب إنك كنت أعطيتني فضل مال وكنت رجلا أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر قال فيقول الله عز وجل أنا أحق من ييسر ادخل الجنة " وقد أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجة من طرق عن ربعي بن حراش عن حذيفة زاد مسلم وعقبة بن عامر وأبي مسعود البدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه ولفظ البخاري حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا الزهري عن عبد الله بن عبد الله أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه ".
" حديث آخر " عن سهل بن حنيف قال الحاكم في مستدركه حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا عمرو بن ثابت حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن سهل بن حنيف أن سهلا حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غازيا أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ثم قال صحيح الاسناد ولم يخرجاه.