استعف أعفه الله ومن استكف كفاه الله ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف " قال فقلت ناقتي الياقوتة خير من أوقية فرجعت فلم أسأله وهكذا رواه أبو داود والنسائي كلاهما عن قتيبة زاد أبو داود وهشام بن عمار كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي الرجال بإسناده نحوه وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا أبو الجماهر حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عمارة بن عرفة عن عبد الرحمن بن أبي سعيد قال: قال أبو سعيد الخدري قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من سأل وله قيمة أوقية فهو ملحف " والأوقية أربعون درهما وقال أحمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا " وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من سأل وله ما يغنيه جاءت مسئلته يوم القيامة خدوشا أو كدوحا في وجهه قالوا: يا رسول الله وما غناه؟ قال: " خمسون درهما أو حسابها من الذهب " وقد رواه أهل السنن الأربعة من حديث حكيم بن جبير الأسدي الكوفي وقد تركه شعبة بن الحجاج وضعفه غير واحد من الأئمة من جراء هذا الحديث وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا أبو حسين عبد الله بن أحمد بن يونس حدثني أبي حدثنا أبو بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: بلغ الحارث رجلا كان بالشام من قريش أن أبا ذر كان به عوز فبعث إليه ثلاثمائة دينار فقال: ما وجد عبد الله رجلا أهون عليه مني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " من سأل وله أربعون فقد ألحف " ولآل أبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وما هنان قال أبو بكر بن عياش: يعني خادمين وقال ابن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أخبرنا إبراهيم بن محمد أنبأنا عبد الجبار أخبرنا سفيان عن داود بن شابور عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف وهو مثل سف الملة " يعني الرمل ورواه النسائي عن أحمد بن سليمان عن أحمد بن آدم عن سفيان وهو ابن عيينة بإسناده نحوه قوله " وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم " أي لا يخفى عليه شئ منه وسيجزي عليه أوفر الجزاء وأتمه يوم القيامة أحوج ما يكون إليه.
وقوله " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " هذا مدح منه تعالى للمنفقين في سبيله وابتغاء مرضاته في جميع الأوقات من ليل أو نهار والأحوال من سر وجهار حتى إن النفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضا كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لسعد بن أبي وقاص حين عاده مريضا عام الفتح وفى رواية عام حجة الوداع " وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا ازددت بها درجة ورفعة حتى ما تجعل في في امرأتك " وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر وبهز قالا: حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال: سمعت عبد الله بن يزيد الأنصاري يحدث عن أبي مسعود رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة يحتسبها كانت له صدقة " أخرجاه من حديث شعبة به وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن شعيب قال: سمعت سعيد بن يسار عن يزيد بن عبد الله بن عريب المليكي عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " نزلت هذه الآية " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم " في أصحاب الخيل " وقال حنش الصنعاني: عن ابن شهاب عن ابن عباس في هذه الآية قال: هم الذي يعلفون الخيل في سبيل الله رواه ابن أبي حاتم ثم قال: وكذا روي عن أبي أمامة وسعيد بن المسيب ومكحول وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج أخبرنا يحيى بن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن ابن جبير عن أبيه قال: كان لعلي أربعة دراهم فأنفق درهما ليلا ودرهما نهارا ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية " وكذا رواه ابن جرير من طريق عبد الوهاب بن مجاهد وهو ضعيف لكن رواه ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب وقوله " فلهم أجرهم عند ربهم " أي يوم القيامة على ما فعلوا من الانفاق في الطاعات " ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " تقدم تفسيره.