على سورات وسوارات، وأما الآية فمن العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالهما أي هي بائنة عن أختها ومنفردة قال الله تعالى: (إن آية ملكه) وقال النابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها * لستة أعوام وذا العام سابع وقيل لأنها جماعة حروف من القران وطائفة منه كما يقال خرج القوم بآياتهم أي بجماعاتهم قال الشاعر:
خرجنا من النقبين لا حي مثلنا * بآياتنا نزجي اللقاح المطافلا وقيل سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها قال سيبويه وأصلها أبية مثل أكمة وشرجة تحركت الياء وانفتح ما قبله فقلبت ألفا فصارت آية بهمزة بعدها مدة وقال الكسائي أصلها آيية على وزن آمنة فقلبت ألفا ثم حذفت لالتباسها وقال الفراء أصلها أيية فقلبت ألفا كراهية التشديد فصارت آية وجمعها آي وآياي وآيات. وأما الكلمة فهي اللفظ الواحدة وقد تكون على حرفين مثل ما ولا ونحو ذلك. وقد تكون أكثر ما تكون عشرة أحرف مثل (ليستخلفنهم - و - أنلزمكموها - فأسقيناكموه). وقد تكون الكلمة الواحدة آية مثل (والفجر - والضحى - والعصر) وكذلك (ألم - وطه - ويس - و - حم) في قول الكوفيين و (حم عسق) عندهم كلمتان وغيرهم، يسمى هذه آيات بل يقول هذه فواتح السور وقال أبو عمرو الداني لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله تعالى (مدهامتان) بسورة الرحمن.
(فصل) قال القرطبي أجمعوا على أنه ليس في القران شئ من التراكيب الأعجمية، وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية كإبراهيم ونوح ولوط واختلفوا هل فيه شئ من غير ذلك بالأعجمية؟ فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية فهو من باب ما توافقت فيه اللغات.
سورة الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم يقال لها الفاتحة أي فاتحة الكتاب خطا، وبها تفتح القراءة في الصلوات، ويقال لها أيضا أم الكتاب عند الجمهور ذكره أنس، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك قال الحسن وابن سيرين إنما ذلك اللوح المحفوظ وقال الحسن الآيات المحكمات هن أم الكتاب ولذا كرها أيضا أن يقال لها أم القرآن وقد ثبت في الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم " ويقال لها " الحمد " ويقال لها " الصلاة " لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي " الحديث. فسميت الفاتحة صلاة لأنها شرط فيها ويقال لها " الشفاء " لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعا " فاتحة الكتاب شفاء من كل سم " ويقال لها " الرقية " لحديث أبي سعيد في الصحيح حين رقي بها الرجل السليم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " وما يدريك أنها رقية "؟ وروى الشعبي عن ابن عباس أنه سماها " أساس القرآن " قال وأساسها بسم الله الرحمن الرحيم وسماها سفيان بن عيينة " بالواقية " وسماها يحيى بن أبي كثير " الكافية " لأنها تكفي عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة " أم القرآن عوض من غيرها وليس من غيرها عوض منها " ويقال لها سورة " الصلاة والكنز " ذكرهما الزمخشري في كشافه.
وهي مكية قاله ابن عباس وقتادة وأبو العالية، وقيل مدنية قاله أبو هريرة ومجاهد وعطاء بن يسار والزهري ويقال نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة. والأول أشبه لقوله تعالى: " ولقد آتيناك سبعا من المثاني " والله تعالى أعلم وحكى