حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول: * (فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير) *.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: يعني نبي الله عليه السلام، يعني إنشاز العظام، فقال: أعلم أن الله على كل شئ قدير.
حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: قال عزير عند ذلك - يعني عند معاينة إحياء الله حماره -: * (أعلم أن الله على كل شئ قدير) *.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك، قال: جعل ينظر إلى كل شئ منه يوصل بعضه إلى بعض، * (فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير) *.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، نحوه.
وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأ: اعلم بوصل الألف وجزم الميم على وجه الامر من الله تعالى ذكره للذي قد أحياه بعد مماته بالأمر بأن يعلم أن الله الذي أراه بعينيه ما أراه من عظيم قدرته وسلطانه من إحيائه إياه وحماره بعد موت مائة عام وبلائه حتى عادا كهيئتهما يوم قبض أرواحهما، وحفظ عليه طعامه وشرابه مائة عام حتى رده عليه كهيئته يوم وضعه غير متغير على كل شئ قادر كذلك.
وإنما اخترنا قراءة ذلك كذلك وحكمنا له بالصواب دون غيره، لان ما قبله من الكلام أمر من الله تعالى ذكره قولا للذي أحياه الله بعد مماته وخطابا له به، وذلك قوله: * (فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك... وانظر إلى العظام كيف ننشزها) * فلما تبين له ذلك جوابا عن مسألته ربه: * (أنى يحيي هذه الله بعد موتها) *! قال الله له: اعلم أن الله الذي فعل هذه الأشياء على ما رأيت على غير ذلك من الأشياء قدير كقدرته على ما رأيت وأمثاله، كما قال تعالى ذكره لخليله إبراهيم (ص)، بعد أن أجابه عن مسألته إياه في قوله: * (رب أرني كيف تحيي الموتى) *: * (واعلم أن الله عزيز حكيم) * فأمر إبراهيم بأن يعلم بعد أن أراه كيفية إحيائه الموتى أنه عزيز حكيم، وكذلك أمر الذي سأل فقال: * (أنى