القول في تأويل قوله (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) يعني تعالى ذكره بذلك هؤلاء الذين كفروا أصحاب النار أهل النار الذين يخلدون فيها يعني في نار جهنم دون غيرهم من أهل الايمان إلى غير غاية ولا نهاية أبدا. القول في تأويل قوله تعالى (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك) يعني تعالى ذكره بقوله ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ألم تر يا محمد بقلبك الذي حاج إبراهيم يعني الذي خاصم إبراهيم يعني إبراهيم نبي الله (ص) في ربه أن آتاه الله الملك يعني بذلك حاجة فخاصمه في ربه لان الله آتاه الملك وهذا تعجيب من الله تعالى ذكره نبيه محمد (ص) من الذي حاج إبراهيم في ربه ولذلك أدخلت إلى في قوله ألم تر إلى الذي حاج وكذلك تفعل العرب إذا أرادت التعجيب من رجل في بعض ما أنكرت من فعله قالوا ما ترى إلى هذا والمعنى هل رأيت مثل هذا أو كهذا وقيل إن الذي حاج إبراهيم في ربه جبار كان ببابل يقال له نمروذ بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح وقيل إنه نمروذ بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ ابن سام بن نوح ذكر من قال ذلك.
حدثني محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك) قال:
هو نمروذ بن كنعان.