على نظم الكلام وسياقه، وما عدا ذلك من القول، فانتزاع يبعد من الصحة على استكراه شديد الكلام.
القول في تأويل قوله تعالى: * (قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) *.
يعني بذلك جل ثناؤه: قل يا محمد لهؤلاء اليهود الذين وصفت قولهم لأوليائهم: إن الفضل بيد الله، إن التوفيق للايمان، والهداية للاسلام بيد الله، وإليه دونكم ودون سائر خلقه، * (يؤتيه من يشاء) * من خلقه، يعني: يعطيه من أراد من عباده تكذيبا من الله عز وجل لهم في قولهم لتباعهم: لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم. فقال الله عز وجل لنبيه (ص): قل لهم:
ليس ذلك إليكم، إنما هو إلى الله الذي بيده الأشياء كلها، وإليه الفضل، وبيده يعطيه من يشاء. * (والله واسع عليم) * يعني: والله ذو سعة بفضله على من يشاء أن يتفضل عليه عليم ذو علم بمن هو منهم للفضل أهل.
حدثني المثنى، قال: ثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك قراءة عن ابن جريج، في قوله: * (قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء) * قال: الاسلام.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) * يعني بقوله: * (يختص برحمته من يشاء) * يفتعل من قول القائل: خصصت فلانا بكذا، أخصه به. وأما رحمته في هذا الموضع: فالاسلام والقرآن مع النبوة. كما:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (يختص برحمته من يشاء) * قال: النبوة يخص بها من يشاء.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: * (يختص برحمته من يشاء) * قال: يختص بالنبوة من يشاء.
حدثني المثنى، قال: ثنا سويد، قال: أخبرنا ابن المبارك قراءة، عن ابن جريج: * (يختص برحمته من يشاء) * قال: القرآن والإسلام.