يعني تعالى ذكره والله سميع ايمان المؤمن بالله وحده الكافر بالطاغوت عند اقراره بوحدانية الله وتبرئة من الأنداد والأوثان التي تعبد من دون الله واخلاص ربوبيته قلبه وما انطوى عليه من البراءة من الآلهة والأصنام والطواغيت ضميره وبغير ذلك مما أخفته نفس كل ى حد من خلقه لا يتكتم عنه سر ولا يخفى عليه أمر حتى يجازى كلا يوم القيامة بما نطق به لسانه وأضمرته نفسه إن خيرا فخير وإن شرا فشر. القول في تأويل قوله (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) يعني تعالى ذكره بقوله الله ولي الذين آمنوا نصيرهم وظهيرهم يتولاهم بعونه وتوفيقه يخرجهم من الظلمات يعني بذلك يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الايمان وإنما عني بالظلمات في هذا الموضع الكفر وإنما جعل الظلمات للكفر مثلا لان الظلمات حاجبة للابصار عن إدراك الأشياء وإثباتها وكذلك الكفر حاجب أبصار القلوب عن إدراك حقائق الايمان والعلم بصحته وصحة أسبابه فأخبر تعالى ذكره عباده أنه ولي المؤمنين ومبصرهم حقيقة الايمان وسبله وشرائعه وحججه وهاديهم فوفقهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك بكشفه عنهم دواعي الكفر وظلم سواتر أبصار القلوب ثم أخبر تعالى ذكره عن أهل الكفر به فقال والذين كفروا يعني الجاحدين وحدانيته أولياؤهم يعني نصراؤهم وظهراؤهم الذين يتولونهم الطاغوت يعني الأنداد والأوثان الذين يعبدونهم من دون الله يخرجونهم من النور إلى الظلمات يعني بالنور والايمان على نحو ما بينا إلى الظلمات ويعنى بالظلمات ظلمات الكفر وشكوكه الحائلة دون أبصار القلوب ورؤية ضياء الايمان وحقائق أدلته وسبله وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك.
حدثنا بشر بن معاذ قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله الله ولى النور يقول من الضلالة إلى الهدى والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت الشيطان يخرجهم من النور إلى الظلمات يقول من الهدى إلى الضلالة.