حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج مثله.
* (والله ذو الفضل العظيم) * يقول: ذو فضل يتفضل به على من أحب وشاء من خلقه.
ثم وصف فضله بالعظم، فقال: فضله عظيم لأنه غير مشبه في عظم موقعه ممن أفضله عليه أفضال خلقه، ولا يقاربه في جلالة خطره ولا يدانيه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) * وهذا خبر من الله عز وجل أن من أهل الكتاب، وهم اليهود من بني إسرائيل أهل أمانة يؤدونها ولا يخونونها، ومنهم الخائن أمانته، الفاجر في يمينه المستحل.
فإن قال قائل: وما وجه إخبار الله عز وجل بذلك نبيه (ص)، وقد علمت أن الناس لم يزالوا كذلك منهم المؤدي أمانته والخائنها؟ قيل: إنما أراد عز وجل بإخباره المؤمنين خبرهم على ما بينه في كتابه بهذه الآيات تحذيرهم أن يأتمنوهم على أموالهم، وتخويفهم الاغترار بهم، لاستحلال كثير منهم أموال المؤمنين. فتأويل الكلام: ومن أهل الكتاب الذي إن تأمنه يا محمد على عظيم من المال كثير، يؤده إليك، ولا يخنك فيه، ومنهم الذي إن تأمنه على دينار يخنك فيه، فلا يؤده إليك إلا أن تلح عليه بالتقاضي والمطالبة. والباء في قوله: * (بدينار) *، وعلى يتعاقبان في هذا الموضع، كما يقال: مررت به، ومررت عليه.
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: * (إلا ما دمت عليه قائما) * فقال بعضهم: إلا ما دمت له متقاضيا. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: * (إلا ما دمت عليه قائما) *: إلا ما طلبته واتبعته.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: * (إلا ما دمت عليه قائما) * قال: تقتضيه إياه.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: * (إلا ما دمت عليه قائما) * قال: مواظبا.