يرددها حتى انكسر لسانه، فنحن نعلم أنه إنما يريد أن ينطق بها. فقال أبو الدرداء: أفلح صاحبكم، إن الله يقول: * (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) *.
القول في تأويل قوله (فقد استمسك بالعروة الوثقى) والعروة في هذا المكان مثل للايمان الذي اعتصم به المؤمن فشبهه في تعلقه به وتمسكه به بالمتمسك بعروة الشئ الذي له عروة يتمسك بها إذا كان كل ذي عروة فإنما يتعلق من أراده بعروته وجعل تعالى ذكره الايمان الذي تمسك به الكافر بالطاغوت المؤمن با (ص) من ى وثق عرى الأشياء بقوله الوثقى والوثقى فعلى من الوثاقة يقال في الذكر هو الأوثق وفي الأنثى هي الوثقى كما يقال فلان الأفضل وفلانة الفضلى وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك.
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله بالعروة الوثقى قال الايمان.
حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله.
حدثني موسى قال حدثنا عمرو قال ثنا أسباط عن السدي قال العروة الوثقى هو الاسلام.
حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد قال ثنا سفيان عن أبي السوداء عن جعفر يعني ابن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قوله فقد استمسك بالعروة الوثقى قال لا إله إلا الله ثنا ابن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن أبي السوداء النهدي عن سعيد بن جبير مثله.
حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا أبو زهير عن جويبر عن الضحاك فقد استمسك بالعروة الوثقى مثله.
القول في تأويل قوله (لا انفصام لها)