حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه، قال: هو إرميا.
حدثني محمد بن عسكر، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: سمعت عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه، مثله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى بن ميمون، عن قيس بن سعد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير في قول الله: * (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها) * قال: كان نبيا وكان اسمه إرميا.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن قيس بن سعد، عن عبد الله بن عبيد، مثله.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني بكر بن مضر قال:
يقولون والله أعلم: إنه إرميا.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره عجب نبيه (ص) ممن قال إذ رأى قرية خاوية على عروشها: * (أنى يحيي هذه الله بعد موتها) * مع علمه أنه ابتدأ خلقها من غير شئ، فلم يقنعه علمه بقدرته على ابتدائها، حتى قال: أنى يحييها الله بعد موتها! ولا بيان عندنا من الوجه الذي يصح من قبله البيان على اسم قائل ذلك، وجائز أن يكون ذلك عزيرا، وجائز أن يكون إرميا، ولا حاجة بنا إلى معرفة اسمه، إذ لم يكن المقصود بالآية تعريف الخلق اسم قائل ذلك. وإنما المقصود بها تعريف المنكرين قدرة الله على إحيائه خلقه بعد مماتهم، وإعادتهم بعد فنائهم، وأنه الذي بيده الحياة والموت من قريش، ومن كان يكذب بذلك من سائر العرب، وتثبيت الحجة بذلك على من كان بين ظهراني مهاجر رسول الله (ص) من يهود بني إسرائيل بإطلاعه نبيه محمد (ص) على ما يزيل شكهم في نبوته، ويقطع عذرهم في رسالته، إذ كانت هذه الانباء التي أوحاها إلى نبيه محمد (ص) في كتابه من الانباء التي لم يكن يعلمها محمد (ص) وقومه، ولم يكن علم ذلك إلا عند أهل الكتاب، ولم يكن محمد (ص) وقومه منهم، بل كان أميا وقومه أميون، فكان معلوما بذلك عند أهل الكتاب من اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجره أن محمدا (ص) لم يعلم