غمت أصحاب رسول الله (ص) غما شديدا، وقالوا: يا رسول الله هلكنا! فقال لهم رسول الله (ص): قولوا سمعنا وأطعنا، فنسختها: * (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) * إلى قوله:
* (وعليها ما اكتسبت) * فتجوز لهم من حديث النفس، وأخذوا بالاعمال.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سالم أن أباه قرأ: * (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) * فدمعت عينه. فبلغ صنيعه ابن عباس، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن! لقد صنع كما صنع أصحاب رسول الله (ص) حين أنزلت، فنسختها الآية التي بعدها: * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) *.
حدثنا محمد بن بشار، قال أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، قال: نسخت هذه الآية: * (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) *: * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) *.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن آدم بن سليمان، عن سعيد بن جبير، قال: لما نزلت هذه الآية: * (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) * قالوا:
أنؤاخذ بما حدثنا به أنفسنا ولم تعمل به جوارحنا؟ قال: فنزلت هذه الآية: * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) * قال:
ويقول: قد فعلت. قال: فأعطيت هذه الأمة خواتيم سورة البقرة، لم تعطها الأمم قبلها.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا جرير بن نوح، قال: ثنا إسماعيل، عن عامر:
* (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) * قال:
فنسختها الآية بعدها قوله: * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) * حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي: * (إن تبدوا ما