وعاملا على جر الناس نحو الانحراف والابتعاد عن طريق الحق، فالمكر في الأصل هو اللف والدوران، ثم أطلق على كل عمل منحرف مقرون بالإخفاء.
وفي الختام تقول الآية: وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون.
وأي مكر وخديعة أعظم من أن يقوم هؤلاء باستخدام كل رؤوس أموال وجودهم، بما في ذلك فكرهم وذكاؤهم وابتكاراتهم وأعمارهم ووقتهم وأموالهم، في صفقة لا تعود عليهم بأي ربح، بل تثقل ظهورهم بأحمال الذنوب والآثام الثقيلة، ظانين أنهم قد أحرزوا الربح والانتصار!
كما يستفاد من هذه الآية أن النكبات والتعاسة التي تصيب المجتمع إنما تنشأ من كباره وقادته، إذ إنهم هم الذين يتوسلون بالمكر والحيلة لتغيير معالم الطريق إلى الله، ويخفون وجه الحق عن الناس.
* * *