تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج ٣ - الصفحة ١٧٤
الرحيم ولوا على أدبارهم نفورا " كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبي صلى الله عليه وآله فإذا قرء بسم الله الرحمن الرحيم نفروا وذهبوا، وإذا فرغ منه عادوا وتسمعوا.
250 - عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف، فإذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: انه ليردد اسم ربه تردادا انه ليحب ربه، فأنزل الله " وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ".
251 - عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا ثمالي ان الشيطان ليأتي قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه؟ فان قال: نعم، اكتسع (1) فذهب، وان قال: لا، ركب كتفه وكان امام القوم حتى ينصرفون، قال: قلت: جعلت فداك وما معنى قوله: ذكر ربه؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
252 - عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء أبي بن خلف (2) فأخذ

(1) اكتسع الخيل بأذنابها. أدخلها بين رجليه، واللفظ كناية.
(2) أبي بن خلف من مشركي مكة وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذي قال له صلى الله عليه وآله يوما بمكة: ان عندي فرسا أعلفه كل يوم فرقا - وهو مكيال - من ذرة أقتلك عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل أنا أقتلك انشاء الله، فكان من قصته انه خرج إلى المدينة مع من خرج بحرب المسلمين في وقعة أحد فلما هزم المسلمون وبقى رسول الله صلى الله عليه وآله من بقي، أدركه أبي بن خلف وهو يقول: أين محمد لا نجوت ان نجوت؟ فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا؟ قال: دعوه، فلما دنا تناول صلى الله عليه وآله حربة رجل من أصحابه - وهو الحارث بن الصمة - ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا، فرجع إلى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدش في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال: قتلني والله محمد، فقالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس! قال: لو كانت الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم، أليس انه قد كان بمكة قال لي: انا أقتلك، فوالله لو بصق بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث الا يوما أو بعض يوم حتى مات، فقيل مات بسرف وهو موضع على ستة أميال من مكة وفى ذلك يقول حسان بن ثابت الأنصاري شاعر النبي صلى الله عليه وآله:
لقد ورث الضلالة من أبيه * أبى حين بارزه الرسول أتيت إليه تحمل منه عضوا * وتوعده وأنت به جهول وفى نسخة [أجئت محمدا عظما رميما * لتكذبه وأنت به جهول] وقد نالت بنو النجار منكم * أمية إذ يغوث يا عقيل إلى آخر الأبيات. راجع ديوانه ص: 340 ط مصر.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست