قالت فأهديت لنا هدية أو جاءنا زور قالت فلما رجع قلت يا رسول الله أهديت لنا هدية أو جاءنا زور وقد خبأت لك شيئا قال ما هو قلت حيس قال هاتيه فجئته به فأكل وقال قد كنت أصبحت صائما قال طلحة هو بن يحيى فحدثت به مجاهدا فقال ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها انتهى وبهذا الاسناد قالت دخل على النبي عليه السلام يوما فقال هل عندكم شئ فقلنا لا قال فإني إذا صائم ثم أتانا يوما آخر فقلنا يا رسول الله أهدى لنا حيس فقال ك أدنيه فلقد أصبحت صائما فأكل انتهى ورواه النسائي في سننه الكبرى حدثنا محمد بن منصور ثنا سفيان بن عيينة عن طلحة به وقال فيه فأكل وقال أصوم بوما مكانه ورواه الدارقطني وقال لم يروه بهذا اللفظ عن بن عيينة غير الباهلي ولم يتابع على قوله وأصوم يوما مكانه ولعله شبه علي لكثرة من خالفه عن بن عيينة انتهى وكلامه يدل على أن الوهم من الراوي عن بن عيينة وهو محمد بن عمرو الباهلي وكلام النسائي يدل على أن الوهم من بن عيينة نفسه ورواه الشافعي أخبرنا سفيان بن عيينة عن طلحة به بلفظ النسائي ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في المعرفة ثم قال قال الشافعي سمعت سفيان بن عيينة عامة مجالسه لا يذكر فيه سأصوم يوما مكانه ثم عرضته عليه قبل موته بسنة فذكره فيه قال البيهقي وقد رواه جماعة عن سفيان دون هذه اللفظة ورواه جماعة عن طلحة بن يحيى دون هذه اللفظة منهم سفيان الثوري وشعبة ووكيع ويحيى القطان وغيرهم قال وحمل الشافعي قوله سأصوم يوما مكانه أي تطوعا وجعله بمثابة قضائه عليه السلام الركعتين اللتين بعد الظهر حين شغله عنهما الوفد وجعل من هذا النوع حديث عمر لما نذر أن يعتكف في الجاهلية فأمره عليه السلام أن يعتكف في الاسلام قال الشافعي رضي الله عنه وقد صح عنه عليه السلام من رواية جابر أنه خرج من المدينة حتى إذا كان بكراع الغميم وهو صائم رفع إناء فشرب والناس ينظرون ن وفي لفظ فكان ذلك بعد العصر قال الشافعي ولما كان
(٣٧)