سمرة بن جندب وإنما الجهر عن الزهري فقط وهو وإن كان حافظا فيشبه أن يكون العدد أولى بالحفظ من الواحد انتهى كلامه حديث آخر إلا أنه غير صريح وهو الذي أشار إليه البيهقي أخرجه البخاري ومسلم عن بن عباس قال انخسفت الشمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة ثم ركع وساق الحديث وقد تقدم قال الشافعي فه دليل على أنه لم يسمع ما قرأ إذ لو سمعه لم يقدره بغيره هكذا نقله البيهقي عنه وقال القرطبي في شرح مسلم هذا دليل لمن قال يخفى القراءة لأنه لو جهر لعلم ما قرأ وقال المنذري في حواشيه هذا الحديث يدل على الاسرار وقياسه على قول عائشة في حديث آخر فحزرت قراءته قال فقيل فعله لبيان الجواز وقيل يقدم المثبت على النافي وقيل يحتمل أن يكون جهر في خسوف القمر وفيه نظر لان حديث عائشة قدر جاء فيه ما يدل على أنه في كسوف الشمس ولم يحفظ أنه عليه السلام جمع في خسوف القمر إنما هو شئ روى عن بن عباس انتهى كلامه وقال بن تيمية في المنتقى يحمل حديث الاخفاء على أنه لم يسمعه لبعده لما ورد في رواية مبسوطة أتينا والمسجد قد امتلأ انتهى واعلم أن الحديث غير صريح في الاخفاء وإن كان العلماء كلهم يحملوه عليه ولكن قد ينسى الانسان الشئ المقروء بعينيه وهو مع ذلك ذاكر لقدره فيقول قرأ فلان نحو سورة البقرة وهو قد سمع ما قرأ ثم نسيه والله أعلم وأما حديث سمرة فأخرجه أصحاب الأربعة عن الأسود بن قيس حدثني ثعلبة بن عباد العبدي قال قال سمرة بن جندب بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضين لنا حتى إذا كانت الشمس وقد تقدم بتمامه في أول الباب وللفظ لأبي داود واختصره الباقون ولفظهم قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف لا يسمع له صوتا انتهى ولفظ النسائي في كسوف الشمس وقال الترمذي حديث
(٢٧٨)