بسم الله الرحمن الرحيم قد أجبت عن المسائل الواردة في شهر ربيع الأول من سنة عشرين وأربعمائة بما اختصرت ألفاظه، وبلغت الطريق إلى نصرة هذه المسائل بما يغني المتأمل عما سواه، وقدمت مقدمة يعرف بها الطريق الموصل إلى العلم بجميع أحكام الشريعة في جميع مسائل الفقه، فيجب الاعتماد عليها والتمسك بها، فمن أبي عن هذا الطريق عسف وخبط، وفارق قوله من المذهب.
فالله تعالى يمدكم بالتوفيق والتسديد، ويحسن معونتكم على طلب الحق وإرادته، ورفض الباطل وأياديه، إنه سميع مجيب.
[كيفية التوصل إلى الأحكام الشرعية] إعلم أنه لا بد في الأحكام الشرعية من طريق التوصل إلى العلم بها لأنا متى لم نعلم الحكم ونقطع بالعلم على أنه مصلحة لنا جوزنا كونه مفسدة لنا فيقبح الإقدام منا عليه، لأن الإقدام على ما لا نأمن كونه فسادا، كالإقدام على ما نقطع كونه فسادا.