المسألة الحادية عشر [بحث فيما ورد في المسوخ] تأول سيدنا (أدام الله نعمائه) ما ورد في المسوخ مثل الدب والفيل والخنزير وما شاكل ذلك، على أنها كانت على خلق جميلة غيره منفور عنها، ثم جعلت هذه الصور المسيئة على سبيل التنفير عنها، والزيادة في الصد عن الانتفاع بها.
وقال: لأن بعض الأحياء لا يجوز أن يصير حيا آخر غير، وإذا أريد بالمسخ هذا فهو باطل، وإن أريد غيره نظرنا فيه.
فما جواب من سأل عند سماع هذا عن الأخبار الواردة عن النبي والأئمة عليهم السلام بأن الله تعالى يمسخ قوما من هذه الأمة قبل يوم القيامة كما مسخ في الأمم المتقدمة. وهي كثيرة لا يمكن الإطالة بحصرها في كتاب.
وقد سلم الشيخ المفيد (رحمه الله) صحتها، وضمن ذلك الكتاب الذي وسمه ب (التمهيد) وأحال القول بالتناسخ وذكر أن الأخبار المعول عليها لم يرد إلا بأن الله تعالى يمسخ قوما قبل يوم القيامة.
وقد روى النعماني كثيرا من ذلك، يحتمل النسخ والمسخ معا، فمما رواه ما أورده في كتاب (التسلي والتقوى) وأسنده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل، يقول في آخره:
وإذا احتضر الكافر حضره رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وجبرئيل وملك الموت.
فيدنو إليه علي عليه السلام، فيقول: يا رسول الله إن هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه.