عمى الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) إلى قوله (وهو العليم الحكيم) قال كانت حفصة وعائشة رضي الله عنهما متحابتين وكانتا زوجتي (1) النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت حفصة إلى أبيها تتحدث (2) عنده فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة رضي الله عنها فرجعت حفصة فوجدتها في بيتها فجعلت تنتظر (3) خروجها وغارت غيره شديدة فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم جاريته ودخلت حفصة فقالت قد رأيت من كان عندك والله لقد سؤتنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لأرضينك وانى مسر إليك سرا فأحفظيه فقال إني أشهدك ان سريتي هذه على حرام رضا لك وكانت حفصة وعائشة تظاهرتا على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت حفصة فأسرت إليها (سرا وهو - 4) ان أبشرى ان محمدا صلى الله عليه وسلم قد حرم عليه فتاته فلما أخبرت بسر النبي صلى الله عليه وسلم أظهر الله النبي صلى الله عليه وسلم عليه فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) إلى آخر الآية - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة نا عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني نا محمد بن بكير الحضرمي نا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به حفصة حتى جعلها على نفسه حراما فأنزل الله عز وجل هذه الآية (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضات أزواجك) إلى آخر الآية - (أخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنا أبو منصور النضروي الهروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم انا عبيدة عن إبراهيم وجويبر عن الضحاك ان حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها زارت أباها ذات يوم وكان يومها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرها في المنزل فأرسل (5) إلى أمته مارية القبطية فأصاب منها في بيت حفصة فجاءت حفصة على تلك الحالة فقالت يا رسول الله أتفعل هذا في بيتي وفى يومى قال فإنها على حرام لا تخبري بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك فأنزل الله عز وجل في كتابه (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) إلى قوله (وصالح المؤمنين) فامر ان يكفر عن يمينه ويراجع أمته (وبمعناه) ذكره الحسن البصري مرسلا - (وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنا أبو منصور النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم نا (6) داود عن الشعبي عن مسروق أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف لحفصة ان لا يقرب أمته وقال هي على حرام فنزلت الكفارة ليمينه وامر أن لا يحرم ما أحل الله - هذا مرسل، وقد رويناه موصولا في الباب قبله (وروى) أبو داود في المراسيل عن محمد بن الصباح بن سفيان عن سفيان عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة فدخلت فرأت فتاته معه فقالت في بيتي ويومى فقال اسكتي فوالله لا أقربها وهي على حرام - (أخبرناه) أبو بكر محمد بن محمد أنا أبو الحسين الفسوي نا أبو علي اللؤلؤي نا أبو داود - فذكره - باب من قال مالي على حرام لا يريد جواريه (أخبرنا) أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنا أبو بكر الإسماعيلي نا المنيعي نا أحمد بن حنبل نا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج زعم عطاء انه سمع عبيد بن عمر يخبر قال سمعت عائشة رضي الله عنها تخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش رضي الله عنها ويشرب عندها عسلا فتواصيت انا وحفصة أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل انى أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال بل شربت عسلا عند زينب ولن أعود له فنزلت (لم تحرم ما أحل الله لك) إلى (وان تتوبا إلى الله) لعائشة وحفصة رضي الله عنهما (وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا)
(٣٥٣)