منه وحلت (قال ونا) مالك انه بلغه عن القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله وأبى بكر بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار وابن شهاب انهم كانوا يقولون ذلك إذا دخلت المطلقة في الدم من الحيضة الثالثة فقد بانت من زوجها ولا ميراث بينهما ولا رجعة له عليها، قال مالك رحمه الله وذاك الامر الذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا - والله أعلم - باب من قال الأقراء الحيض (أخبرنا) أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه انا علي بن عمر الحافظ نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثني جدي نا إسماعيل هو ابن علية عن أيوب عن سليمان بن يسار أن فاطمة بنت أبي حبيش استحيضت فسألت النبي صلى الله عليه وسلم (أو سئل لها النبي صلى الله عليه وسلم - 1) فأمرها ان تدع الصلاة أيام أقرائها وان تغتسل فيما سوى ذلك وتستدفر بثوب وتصلى فقيل لسليمان أيغشاها زوجها فقال إنما نقول فيما سمعنا (وكذلك) رواه عبد الوارث وحماد بن زيد عن أيوب الا انهما ذكرا ان أم سلمة استفتت لها (واحتج) إبراهيم بن إسماعيل بن علية بهذه الرواية وزعم أن سفيان بن عيينة رواه عن أيوب هكذا - (قال الشافعي) ما حدث سفيان بهذا قط إنما قال سفيان عن أيوب عن سليمان بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تدع الصلاة عدد الليالي والأيام التي كانت تحيضهن (2) أو قال أيام أقرائها الشك من أيوب لا يدرى قال (3) هذا وهذا فجعله هو أحدهما على ناحية مما (4) يريد وليس هذا بصدق - (أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان انا أحمد بن عبيد الصفار نا محمد بن غالب نا إبراهيم بن بشار (5) نا سفيان عن أيوب السختياني عن سليمان بن يسار عن أم سلمة ان فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها استحيضت فسألت لها أم سلمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليست بالحيضة إنما هو عرق فأمرها ان تدع الصلاة أيام أقرائها وأيام حيضها ثم تغتسل و (6) تصلى فان غلبها الدم استدفرت - كذا وجدت والصواب أيام أقرائها أو أيام حيضها (7) بالشك - وكذلك رواه وهيب عن أيوب ورواه أبو عبيد الله المخزومي عن سفيان فقال لتنظر عدة الليالي والأيام التي كانت تحيضهن وقد رهن من الشهر فلتترك الصلاة كذلك كما رواه نافع عن سليمان بن يسار قال الشافعي ونافع احفظ عن سليمان من أيوب وهو يقول مثل أحد معنيى أيوب اللذين رواهما - (قال الشيخ) وقد روى هذا اللفظ الذي احتجوا به في أحاديث ذكرناها في كتاب الحيض وتلك الأحاديث في نفسها مختلف فيها فبعض الرواة قال فيها أيام أقرائها وبعضهم قال فيها أيام حيضها أو ما في معناه وكل ذلك من جهة الرواة كل واحد منهم يعبر عنه بما يقع له والأحاديث الصحاح متفقة على العبارة عنه بأيام الحيض دون لفظ الأقراء والله أعلم -
(٤١٦)