قال بثلاثا مائة من الإبل من صدقات قومه فأعطاه أبو بكر رضي الله عنه منها ثلاثين بعيرا وأمره ان يلحق بخالد بن الوليد بمن اطاعه من قومه فجاء بزهاء الف رجل وابلى بلاء حسنا وليس في الخبر من أين أعطاه إياها غير أن الذي يكاد ان يعرف القلب بالاستدلال بالاخبار والله أعلم انه أعطاه إياها من سهم المؤلفة قلوبهم فاما زاده ليرغبه فيما صنع واما أعطاه ليتألف به غيره من قومه ممن لا يثق به (1) بمثل ما يثق به من عدى بن حاتم فارى ان يعطى من سهم المؤلفة قلوبهم في مثل هذا المعنى ان نزلت نازلة بالمسلمين ولن تنزل إن شاء الله - باب سقوط سهم المؤلفة قلوبهم وترك اعطائهم عند ظهور الاسلام والاستغناء عن التألف عليه (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا أبو يوسف يعقوب (2) بن سفيان ثنا هارون بن إسحاق الهمداني ثنا المحاربي (3) عن حجاج بن دينار الواسطي عن ابن سيرين عن عبيدة قال جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبى بكر رضي الله عنه فقالا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلاء ولا منفعة فان رأيت أن تقطعناها لعلنا نزرعها ونحرثها (4) فذكر الحديث في الاقطاع واشهاد عمر رضي الله عنه عليه ومحوه إياه قال فقال عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما والاسلام يومئذ ذليل وان الله قد أعز الاسلام فاذهبا فاجهدا جهد كما لا ارعى الله عليكما ان رعيتما، ويذكر عن الشعبي أنه قال لم يبق من المؤلفة قلوبهم أحد إنما كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استخلف أبو بكر رضي الله عنه انقطعت الرشا وعن الحسن قال اما المؤلفة قلوبهم فليس اليوم
(٢٠)