لجبريل سألك محمد أي البقاع خير فقلت لا أدرى وسألك أي البقاع شر فقلت لا أدرى فأخبره ان خير البقاع المساجد وان شر البقاع الأسواق. وفي هذا المعنى اخبار كثيرة - باب ما نهاه الله عز وجل عنه بقوله ولا تمنن تستكثر (أخبرنا) محمد بن عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا زكريا بن عدي ثنا ابن المبارك عن الأوزاعي عن عطاء، قال زكريا أراه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) قال هو الربا الحلال ان يهدى يريد أكثر منه فلا أجر فيه ولا وزر ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم خاصة (ولا تمنن تستكثر) - (وأخبرنا) أبو عبد الله وأبو بكر بن الحسن (1) قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد ثنا أبو نعيم ثنا سلمة بن سابور عن عطية عن ابن عباس (ولا تمنن تستكثر) قال لا تعط رجلا ليعطيك أكثر منه - باب ما كان مطالبا برؤية مشاهدة الحق مع معاشرة (الناس بالنفس والكلام - 2) (أخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ان محمد بن النعمان بن بشير الأنصاري كان يسكن دمشق اخبره ان الملك جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ قال فقلت ما انا بقارئ ثم عاد إلى مثل ذلك ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فعاد إلى مثل ذلك ثم أرسلني فقال (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق) قال محمد بن النعمان فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك قال ابن شهاب فسمعت عروة بن الزبير يقول قالت عائشة رضي الله عنها (3) دفع النبي صلى الله عليه وسلم فرجع إلى خديجة رضي الله عنها يرجف فؤاده فقال زملوني زملوني فزمل فلما سرى عنه قال لخديجة لقد أشفقت على نفسي قالت خديجة رضي الله عنها أبشر فوالله لا يخزيك الله ابدا انك لتصدق الحديث وتصل الرحم انطلق بنا فانطلقت خديجة رضي الله عنها إلى ورقة بن نوفل وكان رجلا قد تنصر شيخا أعمى يقرأ الإنجيل بالعربية فقالت له خديجة رضي الله عنها أي ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي رأى من ذلك فقال له ورقة بن نوفل هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى (4) عليه السلام يا ليتني أكون حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجى هم قال نعم لم يأت رجل بمثل ما جئت به الا عودي وان يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا (وبهذا الاسناد) عن ابن شهاب قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول أخبرني جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم فتر الوحي عنى فبينما (5) انا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصرى قبل السماء (6) فإذا الملك الذي كان يجيئني قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئت منه فزعا (7) حتى هويت إلى الأرض فجئت إلى أهلي فقلت لهم زملوني فزملوه فأنزل الله تعالى (8) (يا أيها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر) قال أبو سلمة الرجز الأوثان قال ثم جاء الوحي بعد وتتابع - رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الليث بالاسنادين جميعا دون كلام محمد بن النعمان -
(٥١)