كثيرا من الناس أبوا الا الخروج إلى العدو قال ولو تناهوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره كان خيرا لهم ولكن غلب (1) القضاء والقدر، قال وعامة من أشار عليه بالخروج رجال لم يشهدوا بدرا وقد علموا الذي سبق لأهل بدر من الفضيلة فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة وعظ الناس وذكرهم وأمرهم بالجد والاجتهاد ثم انصرف من خطبته وصلاته فدعا بلامته فلبسها ثم أذن في الناس بالخروج فلما أبصر ذلك رجال من ذوي الرأي قالوا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نمكث بالمدينة فان دخل علينا العدو قاتلناهم في الأزقة وهو اعلم بالله وبما يريد ويأتيه الوحي من السماء ثم أشخصناه فقالوا يا نبي الله أنمكث كما امرتنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لنبي إذا أخذ لامة الحرب وأذن في الناس بالخروج إلى العدو أن يرجع حتى يقاتل وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم الا الخروج فعليكم بتقوى الله والصبر إذا لقيتم العدو وانظروا ما (2) أمرتكم به فافعلوه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه. وذكر الحديث وهكذا ذكره موسى بن عقبة عن الزهري وكذلك ذكره محمد بن إسحاق بن يسار عن شيوخه من أهل المغازي وهو عام في أهل المغازي وإن كان منقطعا (وكتبناه موصولا باسناد حسن - 3) - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن أبي الزناد (عن أبيه - 4) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر قال ابن عباس رضي الله عنهما وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه المشركون يوم أحد كان رأيه ان يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا تخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد ورجوا ان يصيبوا من الفضيلة ما أصاب أهل بدر فما زالوا به حتى لبس أداته ثم ندموا وقالوا يا رسول الله أقم فالرأي رأيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لنبي ان يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه قال وكان مما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ قبل ان يلبس الأداة انى رأيت انى في درع حصينة فأولتها المدينة وانى مردف كبشا فأولته كبش الكتيبة ورأيت أن سيفي ذا الفقار فل فأولته فلافيكم ورأيت بقرا تذبح فبقر والله خير فبقر والله خير - باب لم يكن له إذا سمع المنكر ترك النكير (5) (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد انا (عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني - 6) عبد الله ابن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين الا أخذ (7) أيسرهما ما لم يكن اثما فإذا كان اثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها - (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا موسى بن محمد الذهلي ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك فذكره الا انه لم يذكر قوله فينتقم لله بها - رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن مسلمة - ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى - (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن حماد الأنصاري المصري ومالك بن إسماعيل النهدي قالا ثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي حدثني رجل بمكة عن ابن أبي (8) هالة التميمي عن الحسن ابن علي قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو محمد الحسن بن محمد الحسيني العقيقي صاحب كتاب النسب ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد حدثني علي بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن علي بن الحسين قال قال الحسن بن علي سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان وصافا، فذكر الحديث وفيه قال ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما فيه الناس يحسن
(٤١)