بصفية يقودها سبية حتى فتح الله عليه وذراعها في يده فلما رأت السبي (1) قالت أشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله فأرسل ذراعها من يده فأعتقها فخطبها فتزوجها وأمهرها (2) رزينة والله أعلم - جماع أبواب اجتماع الولاة وأولاهم وتفرقهم وتزويج المغلوبين على عقولهم والصبيان وغير ذلك باب لا ولاية لاحد مع أب (أخبرنا) أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عياش السكري ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما يحسب حماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة بنت خويلد وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها ونفرا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا فقالت خديجة رضي الله عنها لأبيها ان محمدا يخطبني فزوجه فزوجها إياه فخلقته وألبسته حلة وكانوا يصنعون بالإباء إذا زوجوا بناتهم فلما سرى عنه السكر نظر فإذا هو مخلق عليه حلة فقال ما شأني قالت زوجتني محمد بن عبد الله فقال انا أزوج يتيم أبى طالب فقال لا لعمري فقالت خديجة اما تستحيي تريد أن تسفه نفسك عند قريش تخبر الناس انك كنت سكران فلم تزل به حتى أقر - (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني عمرو (3) بن أبي بكر المؤملي (4) حدثني عبد الله (5) بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن مقسم أبى القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ان عبد الله بن الحارث حدثه ان عمار بن ياسر ذكر قصة تزويج خديجة رضي الله عنها فذكرت انها كلمت أخاه (6) فكلم أباه وقد سقى خمرا فذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانه وسأله ان يزوجه خديجة فزوجه خديجة ونام ثم استيقظ صاحيا فأنكر أن يكون زوجه فقال أين صاحبكم الذي تزعمون انى زوجته فبرز له النبي صلى الله عليه وسلم فلما نظر إليه قال إن كنت زوجته فسبيل ذلك وان لم أكن فعلت فقد زوجته (وروينا) عن الزهري ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة في الجاهلية وأنكحه إياها أبوها خويلد بن أسد - (وأخبرنا) أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا عبد الله ابن إدريس الأودي عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قالت عائشة رضي الله عنها لما ماتت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها جاءت خولة بنت حكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ألا تزوج قال ومن قالت إن شئت بكرا وان شئت ثيبا قال ومن البكر ومن الثيب قالت اما البكر فابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر واما الثيب فسودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك قال فاذكريهما لي قالت فأتت أم رومان فقالت يا أم رومان ماذا ادخل الله عليكم من الخير والبركة قالت وما ذاك قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عائشة قالت انتظري فان أبا بكر آت فجاء أبو بكر رضي الله عنه فذكرت ذلك له فقال أو تصلح له وهي ابنة أخيه قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا اخوه وهو اخى وابنته تصلح لي، فذكر الحديث إلى أن قال فقال لها أبو بكر رضي الله عنه قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها قالت خولة ثم انطلقت إلى سودة وأبوها شيخ كبير قد جلس (6) عن
(١٢٩)