ثم قال له جعفر (عليه السلام): هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك؟ قال: لا.
قال: فأخبرني عن الملوحة في العينين، وعن المرارة في الاذنين، وعن الماء في المنخرين، وعن العذوبة في الشفتين، لأي شئ جعل ذلك؟ قال: لا أدري.
قال جعفر (عليه السلام): إن الله (عز وجل) خلق العينين فجعلهما شحمتين، وجعل الملوحة فيهما منا منه على ابن آدم، ولولا ذلك لذابتا، وجعل المرارة في الاذنين منا منه على ابن آدم ولولا ذلك لقحمت الدواب فأكلت دماغه، وجعل الماء في المنخرين ليصعد النفس وينزل، ويجد منه الريح الطيبة من الريح الردية، وجعل (عز وجل) العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذة طعمه وشربه.
ثم قال له جعفر (عليه السلام): أخبرني عن كلمة أولها شرك، وآخرها إيمان. قال: لا أدري. قال: لا إله إلا الله.
ثم قال له: أيما أعظم عند الله (عز وجل)، قتل النفس، أو الزنا؟ قال: بل قتل النفس.
قال له جعفر (عليه السلام): فإن الله (تعالى) قد رضي في قتل النفس بشاهد، ولم يقبل في الزنا إلا بأربعة.
ثم قال له: أيما أعظم عند الله، الصوم، أو الصلاة؟ قال: لا، بل الصلاة. قال. فما بال المرأة إذا حاضت تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة؟
اتق الله يا عبد الله، فإنا نحن وأنتم غدا ومن خالفنا بين يدي الله (عز وجل)، فنقول:
قلنا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتقول أنت وأصحابك: حدثنا وروينا، فيفعل بنا وبكم ما شاء الله (عز وجل).
1339 / 2 - وعنه، قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى، قال:
حدثنا ابن معمر، قال: حدثنا محمد بن الحسين الزيات، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: لا تسم الرجل صديقا سمة معرفة حتى تختبره بثلاث: تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحق إلى الباطل، وعند الدينار والدرهم، وحتى تسافر معه.
1340 / 3 - وعنه، قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى، قال: