فقال له أبو بكر: قد سمعت كلامك والله حسبك. فقال له: اخرج قبحك الله، والله لئن بلغني أن هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربن عنقك.
ثم التفت إلي وقال: يا كلب، وشتمني، وقال: إياك ثم إياك أن تظهر هذا، فإنه إنما خيل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه، أخرجا عليكما لعنة الله وغضبه، فخرجنا وقد يئسنا من الحياة، فلما وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره، فلما أراد أن يدخل منزله التفت إلي وقال: احفظ هذا الحديث وأثبته عندك، ولا تحدثن هؤلاء الرعاع، ولكن حدث به أهل العقول والدين.
651 / 98 - أخبرنا ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن علي بن هاشم الابلي، قال. حدثنا الحسن بن أحمد بن النعمان الوجيهي الجوزجاني نزيل قومس وكان قاضيها، قال: حدثني يحيى بن المغيرة الرازي، قال: كنت عند جرير ابن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق، فسأله جرير عن خبر الناس، فقال:
تركت الرشيد وقد كرب قبر الحسين (عليه السلام) وأمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت.
قال: فرفع جرير يديه، فقال: الله أكبر، جاءنا فيه حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لعن الله قاطع السدرة، ثلاثا، فلم نقف على معناه حتى الآن، لأن القصد بقطعه تغيير مصرع الحسين (عليه السلام) حتى لا يقف الناس على قبره.
652 / 99 - أخبرنا ابن خشيش، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال. حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن فرج الرخجي، قال: حدثني أبي، عن عمه عمر بن فرج، قال. أنفذني المتوكل في تخريب قبر الحسين (عليه السلام) فصرت إلى الناحية، فأمرت بالبقر فمر بها على القبور، فمرت عليها كلها، فلما بلغت قبر الحسين (عليه السلام) لم تمر عليه.
قال عمي عمر بن فرج: فأخذت العصا بيدي، فما زلت أضربها حتى تكسرت العصا في يدي، فوالله ما جازت على قبره ولا تخطته.
قال لنا محمد بن جعفر: كان عمر بن فرج شديد الانحراف عن آل محمد (صلى الله عليه وآله) فأنا أبرأ إلى الله منه، وكان جدي أخوه محمد بن فرج شديد