فواضح لبلوغ حاله عندنا إلى حد يضرب بأخباره المثل وقد روي في الخصال عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله أبو هريرة وأنس بن مالك وامرأة و أقول: المراد بالمرأة ظاهر ولم يسمها تقية وأما عند العامة فقد قال ابن أبي الحديد في شرح النهج إن أبا حنيفة كان لا يعمل بأحاديث أبي هريرة ولا يعتمدها، ونقل أيضا " في الشرح عن أبي جعفر الإسكافي منهم أن أبا هريرة مدخول عند شيوخنا (فنقل ما نقلناه أو قريبا " منه وقال).
وعن الجاحظ في كتابه المعروف بكتاب التوحيد أن أبا هريرة ليس بثقة في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ولم يكن علي يوثقه في الرواية بل يتهمه ويقدح فيه وكذلك عمر وعائشة (انتهى) فنقل أشياء ثم قال:
وفي شرح النهج عند ذكر من كان منحرفا " عن علي ويبغضه ويتقول عليه:
وأما أبو هريرة فروى عنه الحديث الذي معناه: إن عليا (ع) خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فأسخطه فخطب علي المنبر فقال: لا ها الله لا تجتمع ابنة ولي الله وابنة عدو الله، إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها فإن كان علي يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي وليفعل ما يريد، والحديث مشهور من رواية الكرابيسي قلت: الحديث أيضا مخرج في صحيحي مسلم والبخاري عن المسور بن مخرمة عن الزهري.
فذكر حديثا قد نقلناه وخاض في تزييف الرجل وقدحه والطعن عليه والتحذير عن السكون إلى روايته فمن أراده فليراجع هناك.
أقول: قد ألف السيد شرف الدين العاملي (ره) كتابا " في ترجمته وشرح حاله فمن أراد أن يراجعه فليطلبه فإن نسخته ليست موجودة عندي.