ورووا أن الشيطان قعد في مجلس سليمان بن داود وكان يأتي نساءه وهن حيض 1.
١ - قال علم الهدى (ره) في تنزيه الأنبياء ضمن تنزيهه سليمان (ع) عن المعصية ما نصه:
" مسألة - فإن قيل: فما معنى قوله تعالى: ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا " ثم أناب أوليس قد روى في تفسير هذه الآية أن جنيا " كان اسمه صخرا " تمثل على صورته وجلس على سريره، وأنه أخذ خاتمه الذي فيه النبوة فألقاه في البحر فذهبت نبوته وأنكره قومه حتى عاد إليه من بطن السمكة؟! الجواب قلنا: فأما ما رواه القصاص الجهال في هذا الباب فليس مما يذهب على عاقل بطلانه وأن مثله لا يجوز على الأنبياء - عليهم السلام وأن النبوة لا تكون في خاتم ولا يسلبها النبي ولا تنزع عنه، وأن الله تعالى لا يمكن الجني من التمثل بصورة النبي ولا غير ذلك مما افتروا به على النبي، وإنما الكلام على ما يقتضيه ظاهر القرآن (فخاض في توجيهه بما لا يخالف مقام النبي وعصمته فمن أراده فليراجع هناك) ".
قال الشيخ الطبرسي (ره) في مجمع البيان في تفسير قوله تعالى: ولقد فتنا سليمان، الآية، ضمن ما قال ما نصه: " وأما ما ذكر عن ابن عباس أنه ألقى شيطان اسمه صخر على كرسيه وكان ماردا عظيما لا يقوى عليه جميع الشياطين وكان نبي الله سليمان لا يدخل الكنيف بخاتمه فجاء صخر في صورة سليمان حتى أخذ الخاتم من امرأة من نسائه وأقام أربعين يوما في ملكه وسليمان هارب وعن مجاهد أن شيطانا " اسمه آصف قال له سليمان: كيف تفتنون الناس؟ - قال: أرني خاتمك أخبرك بذلك فلما أعطاه إياه نبذه في البحر فذهب ملكه وقعد الشيطان على كرسيه ومنعه الله تعالى نساء سليمان فلم يقربهن، وكان سليمان يستطعم فلا يطعم حتى أعطته امرأة يوما " حوتا " فشق بطنه فوجد خاتمه فيه فرد الله عليه ملكه. وعن السدي أن اسم ذلك الشيطان حيقيق وما ذكر أن السبب في ذلك أن الله سبحانه أمر أن لا يتزوج من غير بني إسرائيل فتزوج من غيرهم وقيل: بل السبب فيه أنه وطئ امرأة فسال منه الدم فوضع خاتمه ودخل الحمام فجاء إبليس الشيطان فأخذه وقيل: تزوج امرأة مشركة ولم يستطع أن يكرهها على الإسلام فعبدت الصنم في داره أربعين يوما فابتلاه الله بحديث الشيطان والخاتم أربعين يوما، وقيل: احتجب ثلاثة أيام ولم ينظر في أمر الناس فابتلى بذلك فإن جميع ذلك مما لا يعول عليه لأن النبوة لا تكون في خاتم، ولا يجوز أن يسلبها الله النبي، ولا أن يمكن الشيطان من التمثل بصورة النبي والقعود على سريره والحكم بين عباده وبالله التوفيق ".
أقول: لا يسع المقام أكثر من ذلك فمن أراد أن يلاحظ مثل ما ذكره السيد المرتضى والشيخ الطبرسي فليراجع في تفسير روض الجنان لأبي الفتوح الرازي تفسير هذه الآية:
ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا " ثم أناب، وكذا تفسير جلاء الأذهان وجلاء الأحزان لأبي المحاسن الجرجاني، وتفسير منهج الصادقين للمولى فتح الله القاساني، وتفاسير غيرهم من مفسري الشيعة وصرح بمثل ذلك أيضا السيد مرتضى الرازي في الباب الثامن عشر من تبصرة العوام وهو الباب الذي عقده لذكر ما قال به أهل - السنة في حق الأنبياء وتصدى لمثل ما نقل من ذكر عقائد أصحاب الحديث من أهل السنة وتزييفها أيضا العلامة المجلسي في المجلد الخامس من البحار وكذا في كتاب حياة - القلوب إلى غير ذلك من مظان البحث فمن أراده فليطلبه.