الإيضاح - الفضل بن شاذان الأزدي - الصفحة ٢٤٩
هذا من أعاجيبكم وجرأتكم على الفتيا بالرأي.
ثم رويتم عن النبي - صلى الله عليه وآله - وعن الصحابة أن المهر ما تراضى 1 عليه الناس ثم أنتم تحكمون أن المهر 2 لا يكون أقل من عشرة دراهم بلا كتاب ولا سنة ولا إجماع من العامة 3 من الأمة ثم أجريتموه حكما وصيرتموه سنة كلما شئتم 4 انتقلتم من حكم إلى حكم فكأنكم 5 الذين يفرضون الفرائض ويسنون السنن ويحلون ويحرمون 6 دون الله ورسوله ثم تسمون بالجماعة وأنتم المختلفون، وتنسبون إلى السنة وأنتم لها كارهون.
ثم رويتم أن أبا بكر أرق سبي اليمن فبيعوا 7 ووطئت الفروج فلما استخلف عمر أعتق ذلك السبي وقال: لا ملك على عربي 8 فأعتقهن وهن حبالى وفرق بينهن وبين من اشتراهن فمضين إلى بلادهن.

١ - ح: " تراضيا " (بصيغة التثنية).
٢ - ق س ح: " أن الأمر ".
٣ - غير م: " ولا اجتماع العامة ".
٤ - في غالب النسخ: " سننتم ".
٥ - في النسخ: " وكأنكم ".
٦ - ح وبعض النسخ الأخر: " تفرضون وتسنون وتحلون وتحرمون " (بصيغة الخطاب في جميعها أو بعضها دون بعض) وقد تقدم الكلام منا في ذلك (أنظر ص ٤١ - ٤٢ من الكتاب الحاضر).
٧ - غير ح: " وعيبوا ".
٨ - قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الشيعي (ره) في كتابه المسترشد عند ذكره شيئا " مما نقم به على عمر ما نصه (ص 142 من النسخة المطبوعة بالنجف):
" ومما نقموا عليه قوله: ليس على عربي ملك، وقد سبى رسول الله صلى الله عليه وآله من قبائل العرب ما عتق واسترق وأطلق كما فعل بالعجم وفعل ذلك أبو بكر فيمن سبى من أهل - الردة فخالف عمر رسول الله وخالف صاحبه وأطلق ما كان أبو بكر سباه وقال: ليس على عربي ملك، خلاف على رسول الله وخلافا " على صاحبه "، فمن أراد التفصيل فليراجع المفصلات.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست