صدقة، فإن كنتما شهدتما بحق فقد أجزت شهادتكما على أنفسكما، وإن كنتما شهدتما بباطل فعلى من شهدبالباطل لعنة الله والملائكة والناس أجمعين 1 فقالتا له: يا نعثل والله
١ - نظير ما احتج به عثمان على عائشة وحفصة احتجاج فضال بن الحسن على أبي حنيفة.
قال علم الهدى (ره) في الفصول المختارة ما نصه (ص 47 من الجزء الأول) " وأخبرني الشيخ (يريد به المفيد - قدس الله تربته) - أدام الله عزه - أيضا " مرسلا قال: مر فضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة وهو في جمع كثير يملي عليهم شيئا " من فقهه وحديثه فقال لصاحب كان معه: والله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة فقال صاحبه:
إن أبا حنيفة ممن قد علمت حاله ومنزلته وظهرت حجته فقال: مه هل رأيت حجة كافر علت على مؤمن؟! ثم دنا منه فسلم عليه فرد ورد القوم بأجمعهم السلام فقال: يا أبا - حنيفة رحمك الله أن لي أخا يقول: إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآلهعلي بن أبي طالب وأنا أقول: إن أبا بكر خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده عمر، فما تقول أنت؟ - رحمك الله - فأطرق مليا " ثم رفع رأسه فقال: كفى بمكانهما من رسول الله كرما " وفخرا " أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره؟! فأي حجة أوضح لك من هذه؟ فقال له فضال: إني قد قلت ذلك لأخي فقال: والله لئن كان الموضع لرسول الله صلى الله عليه وآله دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق، وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله صلى الله عليه وآله لقد أساءوا ما أحسنا إليه إذ رجعا في هبتهما ونكثا عهدهما، فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال: قل له: لم يكن لهما ولا له خاصة ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما فقال له فضال: قد قلت له ذلك فقال: أنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله مات عن تسع حشايا فنظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك؟ وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة ابنته تمنع الميراث؟! فقال أبو حنيفة: يا قوم نحوه عني فإنه والله رافضي خبيث ".
ونقله المجلسي (ره) في رابع البحار في باب احتجاجات أصحاب الصادق عليه السلام بهذه العبارة (ص 545 من طبعة أمين الضرب): " وقال السيد في كتاب الفصول أخبرني الشيخ (إلى آخر الحكاية) فما قال في ثامن البحار في آخر الطعن التاسع عشر من مطاعن عمر (ص 311 من طبعة أمين الضرب): " وقد روى الشيخ المفيد - قدس الله روحه - في مجالسه أن فضال بن الحسن بن فضال الكوفي مر بأبي حنيفة وهو في جمع كثير (إلى آخر الحكاية) سهو قلم واشتباه منه لأن الحكاية لم تذكر في مجالس المفيد فإن شئت فراجع، وإلى خلاصة هذا الاستدلال يؤول ما قيل في ذلك خطابا " لعائشة:
" تجملت تبغلت وإن عشت تفيلت * لك التسع من الثمن وبالكل تملكت "