[ورويتم عن عمر 1 أيضا أنه قال: ثلاث وددت أن رسول الله - صلى الله عليه
١ - ما بين المعقفتين أعني من قوله: " ورويتم عن عمر " إلى ما يأتي من قوله " وعن ذبائح أهل الكتاب " في م فقط. قال المجلسي (ره) في ثامن البحار عند ذكره الطعن السابع من مطاعن أبي بكر ما نصه (أنظر ص ٢٧١ من طبعة أمين الضرب): " قال الفخر الرازي اختار أبو بكر أن الكلالة عبارة عن سوى الوالدين والولد، وهذا هو المختار، وأما عمر فإنه كان يقول: الكلالة ما سوى الولد وروى أنه لما طعن قال: كنت أرى الكلالة من لا ولد له وأنا أستحيي أن أخالف أبا بكر وعن عمر في رواية أخرى وكان يقول:
ثلاثة لأن يكون بينها الرسول لنا أحب إلي من الدنيا وما فيها، الكلالة والخلافة والربا (انتهى) ".
وقال السيوطي في الدر المنثور عند تفسيره آخر آية من سورة النساء وهي قوله تعالى: " يستفتونك قل الله، الآية " ما نصه (ج ٢، ص ٢٤٩ و ٢٥٠):
وأخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر عن عمر قال: ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان عهد إلينا فيهن عهدا ننتهي إليه، الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا. وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والعدني وابن ماجة والساجي وابن جرير والحاكم والبيهقي عن عمر قال: ثلاث لأن يكون النبي صلى الله عليه وآله بينهن لنا أحب إلي من الدنيا وما فيها، الخلافة والكلالة والربا ".
أقول: ساق السيوطي في تفسير الآية المشار إليها أحاديث كثيرة من هذا القبيل، والمسألة من المسائل التي صارت مورد بحث عظيم في كتب الكلام والحديث والفقه بحيث يفضي الخوض فيه والإشارة إلى موارده إلى إطناب لا يسعه الكتاب فالأولى أن نشير هنا إلى تحقيق لصاحب كتاب الغدير أعني الأميني (ره) وهو أنه قال في المجلد السابع من الغدير تحت عنوان " الكلالة " ما نصه (ص ١٠٤ من الطبعة الثانية): " وتجد الخليفة على شاكلة صنوه في عدم العلم بالكلالة النازلة في آية الصيف آخر سورة النساء يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك، الآية، أخرج أئمة الحديث بإسناد صحيح رجاله ثقات عن الشعبي قال: سئل أبو بكر - رضي الله عنه - عن الكلالة فقال: إني سأقول فيها برأيي فإن يك صوابا فمن الله، أن يك خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه أراه ما خلا الولد والوالد فلما استخلف عمر - رضي الله عنه - قال: إني لأستحيي الله أن أرد شيئا قاله أبو بكر أخرجه سعد ابن منصور، عبد الرزاق، ابن أبي شيبه، الدارمي في سننه ٢ ص ٣٦٥، وابن جرير الطبري في تفسيره ٦ ص ٣٠، ابن المنذر، البيهقي في السنن الكبرى ٦ ص ٢٢٣، وحكى عنهم السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 ص 20، وذكره ابن كثير في تفسيره 1 ص 260، والخازن في تفسيره 1 ص 367، وابن القيم في أعلام الموقعين ص 29.
قال الأميني: هذا رأيه الثاني وكان أولا يرى أن الكلالة من لا ولد له خاصة، وكان يشاركه في رأيه هذا عمر بن الخطاب ثم رجعا عنه إلى ما سمعت ثم اختلفا فيها قال ابن عباس: كنت آخر الناس عهدا بعمر بن الخطاب قال: اختلفت أنا وأبو بكر في الكلالة والقول ما قلت وفي صحيحة البيهقي والحاكم والذهبي وابن كثير عن ابن عباس قال: كنت آخر الناس عهدا بعمر فسمعته يقول: القول ما قلت. قلت: وما قلت؟ قال: قلت: الكلالة مالا ولد له.
هذا القول كان من عمر لما طعن بعد قوله لما استخلف إني لأستحيي أن أخالف فيه أبا بكر كما مر وبعد قوله أتى على زمان لا أدري ما الكلالة وإذا الكلالة من لا أب له ولا ولد وبعد هذه كلها قال ما قال وهو على ما يقول بصير (فخاض في الاعتراض على ما يترتب على اجتهادهما في ذلك الأمر فمن أراده فليراجع الكتاب (ص 105 - 108).