إلى مواردها بعد ذكره علل الفضل بن شاذان في كتابيه العلل والعيون فإن في نقله إياها غنى عن ذكر سائر الموارد، وسلك مسلكهما الشيخ الطوسي (ره) في كتبه المتنوعة، وكذا سائر علمائنا - رضوان الله عليهم - فنقلوا أقواله في كتب الرجال والحديث والفقه والأصول والتفسير والكلام وغيرها، وهذا واضح عند من كان من أهل الخبرة، فإذا كان الأمر كذلك فخوض مثلي في بيان ذلك لا مورد له فالأولى الاكتفاء في ذلك بقول فحول الشيعة كالشيخ والنجاشي والعلامة ونظائرهم من أنه أشهر من أن نصفه وأعرف من أن نعرفه.
قال العالم المتبحر المتضلع الجامع البارع أبو أحمد محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع المحدث النيسابوري الخراساني المعروف ب " ميزرا محمد الأخباري " - تغمده الله برحمته وأفاض على تربته شآبيب مغفرته - في كتاب رجاله:
" الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد الأزدي النيسابوري فقيه متكلم جليل له عظم شأن في هذه الطائفة وهو في قدره أشهر من أن يوصف، له مائة وثمانون كتابا " منها كتاب الإيضاح في إبطال القول بالرأي والاجتهاد وقد ظفرت به وقرأته، له في الأحاديث مدائح ومذام كما في نظرائه السابقين عليه كزرارة، ترحم عليه أبو - محمد عليه السلام مرتين أو ثلاثا " ولاء "، وقال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم، وأدرك زمان العسكري عليه السلام وكاتبه، روى عن جماعة منهم محمد بن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل بن بزيع وإسماعيل بن سهل الدهقان، وروى عنه علي بن محمد بن قتيبة وأبو عبد الله محمد بن شاذان وأبو الحسن محمد بن إسماعيل النيسابوري البندقي، نفاه الأمير محمد بن طاهر قاتل أحمد بن داود بن سعيد من نيسابور وقد تخلص الفضل من قتله بحيلة ذكرها علماء الرجال.