إياكم وإقرارنا من تنزيل الله 1 بما جحدتم وإثبات الحجة لله والتبليغ لرسوله وحاجة الناس إلى الكتاب والسنة وأنه لا هداية لأحد إلى شئ من الحق بغيرهما، وإن الناس بهما يهتدون وبتركهما يضلون، وأنه لا حلال إلا حلال الله ولا حرام إلا حرام الله، وأنه ليس لأحد أن يحرم أو يحلل دون الله ورسوله، وذلك قوله: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم 2 فأي تقدم أشد من تقدم من أحل ما لم يحله الله ورسوله أو حرم ما لم يحرمه 3 الله ورسوله؟!
أليس الله تعالى يقول: قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما " وحلالا " قل الله أذن لكم أم على الله تفترون 5 وقال تعالى: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون 6 متاع قليل ولهم عذاب أليم 7 فأي شئ تكون به الفرية على الله عز وجل أكثر من تحليل الدماء والفروج والأموال أو 8 تحريمها بما زعمتم أنه ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله 9 واعلموا أنا 10 لم نورد 11 الاحتجاج عليكم إلا بما أنتم مقرون به أو بما القرآن به شاهد عليكم 12 [وبالله عز وجل التوفيق وإياه نسأل العصمة من كل هوى ورأي وفتنة مضلة] 13.