منتن الإبطين دبر الجسد فمسخت كوكبا مرتفعا منيرا " مشرقا " مضيئا " يهتدى بك في الظلمات البر والبحر؟! فيقول: هكذا تقول الحشوية [و] أصحاب الحديث 1. أما فمما تفهم
١ - هذه العبارة في الأصل بدون حرف العطف لكن المتعارف في ألسنة أهل التصنيف والتأليف والتحقيق استعمالهما عند الاقتران مع حرف العطف وذلك لأن في معناهما أعني بين الحشوية وأصحاب الحديث فرقا إلا أن حيث لهما مشتركات في العقائد الواهية يطلقون اللفظتين معا عند البحث عن عقائدهم هذه ومقالاتهم تلك، فلنشر إلى بعض عبارات الأكابر قال السيد الأجل علم الهدى - رضوان الله عليه - في أول كتاب تنزيه الأنبياء:
" اختلف الناس في الأنبياء - عليهم السلام - فقالت الشيعة الإمامية: لا يجوز عليهم شئ من المعاصي والذنوب كبيرا " كان أو صغيرا " لا قبل النبوة ولا بعدها، ويقولون في الأئمة مثل ذلك وجوز أصحاب الحديث والحشوية على الأنبياء الكبائر قبل النبوة ومنهم من جوزها في حال النبوة سوى الكذب فيما يتعلق بأداء الشريعة، ومنهم من جوزها كذلك في حال النبوة بشرط الاستسرار دون الإعلان ومنهم من جوزها على الأحوال كلها، ومنعت المعتزلة من وقوع الكبائر والصغائر المستخفة من الأنبياء عليهم التسليم قبل النبوة وفي حالها وجوزت في الحالين وقوع ما لا يستخف من الصغائر ثم اختلفوا فمنهم من جوز على النبي صلى الله عليه وآله الإقدام على المعصية الصغيرة على سبيل العمد ومنهم منع ذلك وقال: إنهم لا يقدمون على الذنوب التي يعلمونها ذنوبا بل على سبيل التأويل. وحكى عن النظام وجعفر بن مبشر وجماعة ممن تبعهما إن ذنوبهم لا تكون إلا على سبيل السهوالغفلة وأنهم مؤاخذون بذلك وإن كان موضوعا " عن أممهم بقوة معرفتهم وعلو مرتبتهم وجوزوا كلهم ومن قدمنا ذكره من الحشوية وأصحاب الحديث على الأئمة الكبائر والصغائر إلا أنهم يقولون إن بوقوع الكبيرة من الإمام تفسد إمامته ويجب عزله والاستبدال به ".
وممن أطلق عبارة " حشويان وأصحاب حديث " كثيرا " أبو الفتوح الرازي (ره) فمن أراد موارده فليراجع تفسيره فإنه كثيرا " ما عبر عنهما بما مر ذكره. ومنها ما ذكره في تفسير قوله تعالى " ولقد همت به وهم بها (آية 24 سورة يوسف) " بهذه العبارة: " أما أصحاب حديث وحشويان گفتند ".
ونظير تعبيرهما كثير ومتداول في لسان أهل العلم والتحقيق.