فيها مذموم والرخاء فيها لا يدوم أهلها فيها اغراض مستهدفة كل حتفه فيها مقدور وحظه من نوائبها موفور وأنتم عباد الله على محجة من قد مضى وسبيل من كان ثم انقضى ممن كان أطول منكم أعمارا وأشد بطشا واعمر ديارا أصبحت أجسادهم بالية وديارهم خالية فاستبدلوا بالقصور المشيدة والنمارق الموسدة بطون اللحود ومجاورة الدود في دار ساكنها مغترب ومحلها مقترب وبين قوم مستوحشين متجاورين غير متزاورين لا يستأنسون بالعمران ولا يتواصلون تواصلوا الجيران على ما بينهم من قرب الجوار ودنوا لدار وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنتهم البلى وأظللتهم الجنادل والثرى فأصبحوا بعد الحياة أمواتا وبعد غضارة العيش رفاتا قد فجع بهم الأحباب وأسكنوا التراب وظعنوا فليس لهم اياب وتمنوا الرجوع فحيل بينهم وبينما يشتهون كلا انها كلمة هو
(٢٤٦)