الفتنة دنسا وجعل الحسنى غنما والعتبى توبة والتوبة طهورا فمن تاب اهتدى ومن افتتن غوى مالم يتب إلى الله ويعترف بذنبه ويصدق بالحسنى ولا يهلك على الله الا هالك فالله الله ما أوسع ما لديه من التوبة والرحمة والبشرى والحلم العظيم وما أنكر ما لديه من الانكال والجحيم والعزة والقدرة والبطش الشديد فمن ظفر بطاعة الله اختار كرامته ومن لم يزل في معصية الله ذاق وبيل نقمته هنالك عقبى الدار أقول قوله فاشتقه من اسمه ليس المراد من اشتقاقه اشتقاق اللفظ من اللفظ فقط بل اشتقاق الحقيقة والمعنى من اسمه تعالى كاشتقاق أسماء النبي والأئمة وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين من اسمه تعالى وتبارك والايمان حقيقة رابطة باطنية بين الرب والعبد به يعبد الله و به يتقرب إليه وبه ينجو من الهلكة وباعتبار هو الاقرار باللسان والاعتقاد بالجنان والعمل بالأركان قوله جانبه أي صار إلى جنبه وفى الكافي لمن حاربه وفى النهج لمن غالبه أي حاول ان يغلبه ولعله هو الاظهر الفلج الظفر والفوز والفلاح الامنة بفتح الثلاثة الا من والسلم المأثرة بفتح الثاء وضمها المكرمة والفعل الحميد أبلج أي أوضح والمنهاج الطريق والمنار علم الطريق ومنار الأمان دلائله الواضحة من الأعمال الصالحة والافعال المحمودة والأخلاق الحسنة المضمار موضع الذي تضمر فيه الخيل فالمراد هنا به الدنيا لأنها يسيرة الحلبة بسكون اللام خيل تجمع للسباق والتنافس الراغب على وجه المباراة والمفاخرة والسبقة بفتحتين الغاية المحبوبة التي يحب السابق ليصل إليها وبالضم والسكون ما يراهن عند السباق أي جزاء السابقين العدة بضم العين ما أعددته لحوادث الدهر وبمعنى الاستعداد وبالفتح
(٢١١)