كان مالهم مالي لسويت بينهم فكيف وانما هي أموالهم ثم أزم طويلا ساكتا ثم قال من كان له مال فإياه والفساد فان اعطاءك المال في غير وجهه تبذير واسراف وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه عند الله ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله الا حرمه شكرهم وكان خيره لغيره فان بقى معه منهم من يريد الود ويظهر له الشكر فإنما هو ملق وكذب وانما يقرب لينال من صاحبه مثل الذي كان يأتي إليه قبل فان زلت بصاحبه النعل واحتاج إلى معونته ومكافاته فأشر خليل وآلم خدين مقالة جهال ما دام عليهم منعما وهو عن ذات الله بخيل فأي حظ أبور وأخس من هذا الحظ وأي معروف أضيع وأقل عائدة من هذا المعروف فمن اتاه مال فليصل به القرابة وليحسن به الضيافة وليفك به العاني والأسير وليعن به الغارمين
(٢٠٠)