يقتدى بهم ترمق أعمالهم وتقتبس آثارهم وترغب الملائكة يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم لان العلم حياة القلوب و نور الابصار من العمى وقوة الأبدان من الضعف وينزل الله حامله منازل الأبرار ويمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا والآخرة بالعلم يطاع الله ويعبد وبالعلم يعرف الله ويوحد وبالعلم توصل الأرحام وبه تعرف الحلال والحرام والعلم امام العقل والعقل تابعه يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء أقول واعلم أن الصدوق ره أيضا قد نقله في الخصال ورواه عن أبيه عن سعيد عن اليقطيني عن جماعة من أصحابه رفعوه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال قال رسول الله صلى اله عليه وآله تعلموا العلم إلى آخر كلامه هذا الا ان فيه مكان عند الله لأهله بدل بذله لأهله وبعد قوله في الوحدة قال ودليل على السراء والضراء وبعد قوله في صلاتهم زاد ويستغفر لهم كل شئ حتى حيتان البحور وهوامها وسباع البر وانعامها وبدل مكان الأبرار الأخيار ومكان الأخيار الأبرار وقوله ترمق أعمالهم أي تنظر إلى أعمالهم ونور الابصار أي ابصار القلوب ويحتمل حمله على الابصار الظاهرة أيضا وقوة الأبدان أي بالعلم واليقين تقوى الجوارح على العمل ويسكن القلب عن التزلزل والاضطراب ويسهل على صاحبه المشاق 152 / 54 ومن خطبه عليه السلام مختصر بصائر الدرجات للشيخ الجليل حسن بن سليمان الحلى تلميذ شيخنا الشهيد الأول صاحب اللمعة رضي الله عنهما وهو من المشيخة العظام ومن علماء أوائل القرن التاسع من الهجرة
(١٤٧)