والظهر والركبة واليرقان وداء الفيل والدوالي * واعلم أن البحران الكائن بالانتقال ما لم يقع الانتقال الذي يبحرن به لم تقع العافية واما تقرر الانتقال خراجا في عضو أو شيئا آخر فربما كان بعد العافية وأحمد الانتفالات ما كان إلى أسفل وأحمد الخروج والانتقال ما كان إلى خارج وبعد النضج التام وبعيدا من الأعضاء الشريفة وكما أن للمستدل أن يستدل من الأحوال المشاهدة على ما يريد أن تكون من غلبة السلطان الحامي أو غلبة العدو الباغي كذلك للطبيب ان يستدل من الأحوال المشاهدة على البحران الجيد والبحران الردئ وكما أن الباغي إذا غزا المدينة وأمعن في المناجزة وضيق وثارت الفتنة وظهرت علامات الايقاع الشديد والسلطان الحامي بعد غير آخذ بعدده ولا متمكن من استعمال آلاته كانت العلامات المشاهدة دالة على رداءة حال السلطان وان كان الحال بالضد كان الحكم بالضد كذلك إذا حرك المرض علامات البحران التي سنذكرها من قبل وقوع النضج دل ذلك على بحران ردئ وان كان هناك نضج ما دل على بحران ناقص وان كان نضج تام دل على بحران جيد تام والبحران التام يكون عند المنتهى وربما ورد عند الاخذ في الانحطاط ولهذا السبب ما يتعوق البحران التام في البرد الشديد لان العلة يعسر انتهاؤها فيه فكيف انحطاطها وكثيرا ما يجب على الطبيب أن يتلافى ضرر البرد فيسخن الموضع ويصب على بطن المريض دهنا حارا إلى أن يرى أن العرق يبتدئ ثم يمسك عن صب الدهن ويمسح العرق ويحفظ الموضع على الاعتدال * واعلم أن حركات البحران إذا وقعت في الأيام والأوقات التي جرت العادة من الطبيعة أن تناهض المرض فيها مناهضة تكون عن استظهار من الطبيعة في اختيار الوقت واعتبار الحال بإذن الله تعالى كان مرجوا وان وقعت المناهضة قبل الوقت الذي في مثله تناهض من تلقاء نفسها فتلك مناهضة اخراج من المرض إياها واضطرار وذلك مما يدل على شدة مزاحمة المرض وأثقال المادة كما تنهض عند ايذاء الخلط لفم المعدة فتحرك القئ أو لقعرها فتحرك الاسهال وكذلك الحال في احداثها السعال والعطاس وكذلك إذا كانت الدلائل تدل على أن البحران يقع في يوم ما كالرابع عشر فيتقدم عليه وتوجد مبادئ البحران تتحرك قبله في يوم وان كان باحوريا مثل الحادي عشر فان ذلك يدل على أن البحران لا يكون تاما وان كان قد يكون جيدا لأنه أيضا يدل على أن الطبيعة عوجلت بالمناهضة فان كان المرض رديئا خبيثا فليس يرجى أن يكون البحران جيدا وان كان المرض سليما فليس يرجى أن يكون البحران تاما وبالجملة فان تقدم حركات البحران قبل المنتهى المستحق ذلك المرض اما أن يكون لقوة المرض أو لشدة حركته وحدتها واما لسبب من خارج يزعج الساكن منه كخطأ في مأكول أو مشروب أو رياضة أو لعارض نفساني فللعوارض النفسانية مدخل في تحريك البحران وفي تغيير جهته فان الفزع يجعل البحران اسهاليا أو قيئيا أو بوليا والسرور يجعله عرقيا وذلك بحسب حركة الروح إلى داخل وإلى خارج وإذا كان تقدم المناهضة بحيث يخير القوة إخارة لا يثبت معها دون المنتهى فهو دليل الموت وربما بقيت للقوة بقية إلى المنتهى فكانت سلامة * واعلم أن البحران لا يقع في وقت الراحة والاقلاع ولا في وقت التفتير عن الشدة الا نادرا قليلا وأولهما أقل وانما رآه اركيغانس في تجاربه مرتين وجالينوس مرة وان
(٧٩)