القلب ويذكى الحواس ويحرك الشهوات ويقوى المعدة ويسهل النفس ويذهب الخفقان ويحبس نفث الدم وينفع من أكثر أوجاع الكلى والمثانة ومن الادرار منهما ويفتت الحصاة وينفع من قروح الأمعاء والصلابات الباطنة في الكبد والطحال وغيرهما وانما تفعل هذه الأفعال بخاصية صورته التابعة لمزاج بسائطه بأن يقوى الروح والحار الغريزي وتستعين الطبيعة بذلك على المضادات الباردة والحارة وخير النسخ لهذا الدواء هي النسخة الأصلية لاندروماخس وقد حاول كثير من الأطباء مثل جالينوس وغيره ان يزيدوا وينقصوا فيه لا لضرورة أوجبت ذلك عليهم ولا لداع قوى دعاهم إليه ولكن التماسا للذكر وليبقى عنهم أثر فيه كما بقى لاندروماخس وكان الرأي ان لا يحركوا شيئا أخرجته التجربة منجحا فلعل ذلك المزاج بذلك الوزن هو اقتضاء ما أخرجت التجربة من الخاصة وانه إذا حرك عن وزنه لم يستتبع تلك الخاصية وإذا ادعى مدع منهم انه عارف بسبب ايجاب تلك الأوزان تلك الخاصية فقد ادعى مكذبا فيه مردودا عليه كما لو ادعى مدع معرفة أوزان العناصر في الفرس والانسان وغير ذلك وللترياق طفولة وترعرع وشباب وشيخوخة وموت ويصير طفلا بعد ستة أشهر أو بعد سنة ثم يأخذ في الترعرع والتزيد إلى أن يقف بعد عشر سنين في البلدان الحارة وعشرين سنة في البلدان الباردة ثم يقف اما عشر سنة واما عشرين سنة ثم ينحط اما بعد عشرين سنة أو بعد أربعين ثم تنسلخ عنه الترياقية اما بعد ثلاثين سنة أو بعد ستين سنة فيصير كأحد المعجونات المنحطة عن درجة الترياقية ويجب ان يسقى الملسوع من طريه وقويه وسائر من يسقى غيره مما هو أضعف وربما احتيج ان يسقى الملسوع من طريه من نصف مثقال إلى مثال ومما يفرق به بين طريه وقويه وبين عتيقه وضعيفه ورديئه من الامتحانات ان يسقى انسان مسهلا وينتظر به فان أسهله سقى الترياق فان حبسه فهو طري جيد والا فهو ردئ ومن الامتحانات ما ذكر جالينوس انه يجب أن يصاد ديك بري فإنه أيبس مزاجا مما يربى في البيوت وأظنه التدرج الذكر ويرسل عليه هامة ثم يسقى الترياق فان عاش فالترياق جيد وأيضا يمتحن على من سقى أفيونا وشوكرانا وغيره وأما البيش فمنفعة الترياق منه قليلة وقدرها ان يدافع بالموت مهلة ولعل دواء المسك كما زعم بعضهم أنفع من الجميع فيه * وأما مقادير ما يسقى من الترياق في علة علة أما في السعال العتيق ووجع الصدر والجنب فيسقى ترمسة في ماء العسل أو جلاب ان كانت حمى وأما للنافض الدائر والبرد والقئ في ابتداء الأدوار فيسقى ترمسة بماء أو شراب لا أقل من ثلاث أواق ولا أكثر من أربع أواق ونصف ويسقى من به قولنج ونفخ في المعدة ومغص مقدار ترمسة بما عسل أو جلاب كما تدرى وصاحب سقوط الشهوة كذلك في ماء أو شراب كما تدرى ومن اليرقان ترمسة في طبيخ السارون ويسقى في الاستسقاء اما قبل الطعام ترمسة منه بلعا أو في مقدار أوقية ونصف من خل ممزوج ويسقى صاحب نفث الدم ان كان عهده بالعلة قريبا إلى مثقال في خل ممزوج وان كان العهد قديما سقى المبلغ في طبيخ سومقوطون غداة وعشيا وأما من كان به انقطاع صوت فيسقى منه باقلاة في ماء العسل أو رب العنب أو يمسكه تحت لسانه ويسقى لقروح الأمعاء واسهال الدم في ماء السماق ومن ضيق النفس بسكنجبين العنصل أقل من أوقية ويتغرغر به للصرع ثم يسقى مقدار ربع مثقال إلى
(٣١١)