وان تأذى في معدته بحرارتها فليتناول حب الآس المحمص وليمص شيئا من أقراص الكافور وما فيه قبض وحموضة وان كان تأذيه لبرودتها ينقل بالسعد وبالقرنقل وقشر الأترج واعلم أن الشراب العتيق في حكم الدواء ليس في حكم الغذاء وان الشراب الحديث ضار بالكبد ومؤد إلى القيام الكبدي لنفخه واسهاله واعلم أن خير الشراب هو المعتدل بين العتيق والحديث الصافي الأبيض إلى الحمرة الطيب الرائحة المعتدل الطعم لا حامض ولا حلو والشراب الجيد المعروف بالمغسول وهو ان يتخذ ثلاثة أجزاء من السعتر وجزأ من الماء ويغلى حتى يذهب ثلثه ومن أصابه من شرب الشراب لذع مص بعده الرمان والماء البارد وشراب الأفسنتين من الغد واستعمل الحمام وقد تناول شيئا يسيرا واعلم أن الممزوج يرخى المعدة ويرطبها وهو يسكر أسرع لتنفيذ المائية ولكن ذلك يجلو البشرة ويصفى القوى النفسانية وليجتنب العاقل تناول الشراب على الريق أو قبل استيفاء الأعضاء من الماء في المرطوبين أو عقيب حركة مفرطة فان هذين ضاران بالدماغ والعصب ويوقعان في التشنج واختلاط العقل أو في مرض أو فضل حار والسكر المتواتر ردئ جدا يفسد مزاج الكبد والدماغ ويضعف العصب ويورث أمراض العصب والسكتة والموت فجأة والشراب الكثير يستحيل صفراء رديئة في بعض المعد وخلا حاذقا في بعض المعد وضررهما جميعا عظيم وقد رأى بعضهم ان السكر إذا وقع في الشهر مرة أو مرتين نفع بما يخفف من القوى النفسانية ويريح ويدر البول والعرق ويحلل الفضول سيما من المعدة وليعلم ان غالب ضرر الشراب انما هو بالدماغ فلا يشربنه ضعيف الدماغ الا قليلا وممزوجا والصواب لمن يمتلئ من الشراب ان يبادر إلى القئ فان سهل وإلا شرب عليه ماء كثيرا وحده أو مع عسل ثم استحم بعد القئ بالابزن وتمرخ بدهن كثير وينام والصبيان شربهم الشراب كزيادة نار على نار في حطب ضعيف وما احتمل الشيخ فاسقه وعدل الشبان فيه والأولى للشبان ان يشربوا الشراب العتيق ممزوجا بماء الرمان أو ممزوجا بالماء البارد كي يبعد عن الضرر ولا يحترق مزاجهم والبلد البارد يحتمل الشراب فيه والحار لا يحتمله ومن أراد الامتلاء من الشراب فلا يمتلئ من الطعام ولا يأكل الحلو بل يتحسى من الاسفيذاج الدسم ويتناول ثريدة دسمة ولحما دسما مجزعا واعتدل ولم يتعب ويتنقل باللوز والعدس المملحين وكامخ الكبروان أكل الكرنبية وزيتون الماء ونحوه نفع وأعان على الشرب وكذلك جميع ما يجفف البخار مثل بزر الكرنب النبطي والكمون والسذاب اليابس والفوذنج والملح النفطي والنانخواه والأغذية التي فيها لزوجة وتغربة وربما غلظت البخار وذلك مثل الدسومات الحلوة اللزجة فإنها تمنع السكر وان كانت لا تقبل الشراب الكثير بسبب انها بطيئة النفوذ وسرعة السكر تكون لضعف الدماغ أو لكثرة الأخلاط فيه وتكون لقوة الشراب وتكون لقلة الغذاء وسوء التدبير فيه وفيما يتصل به والذي لضعف الرأس فعلاجه علاج النزلة المتقادمة من اللطوخات المذكورة في ذلك الباب ولا يشربن منه الا قليلا * (شراب يبطئ بالسكر) * يؤخذ من ماء الكرنب الأبيض جزء ومن ماء الرمان الحامض جزء ومن الخل نصف جزء ويغلى غليات ويشرب منه قبل الشراب أوقية وأيضا يتخذ حب من الملح والسذاب وللكمون
(١٧٠)