العادة وتكون الرياضة بعد الدلك والتمريخ معتدلة وأسرع من المعتاد قليلا قليلا ثم يشرع بعد الرياضة في الماء البارد دفعة ليصيب أعضاءه معا ثم يلبث فيه مقدار النشاط والاحتمال وقبل أن يصيبه قشعريرة ثم إذا خرج دلك بما نذكره وزيد في غذائه ونقص من شرابه ونظر في مدة عود لونه وحرارته إليه ان كان سريعا علم أن اللبث فيه قد كان معتدلا وان كان بطيئا علم أن اللبث فيه قد كان أزيد من الواجب فيقدر في اليوم الثاني بقدر ما يعلم من ذلك وربما ثنى دخول الماء العذب بعد الدلك واسترجاع اللون والحرارة ومن أراد أن يستعمل ذلك فليتدرج فيه وليبدأ أول مرة من أسخن يوم في الصيف وقت الهاجرة وليتحرز ان لا يكون فيه ريح ولا يستعمله عقيب الجماع ولا عقيب الطعام ولا والطعام لم ينهضم ولا يستعمله عقيب القئ والاستفراغ والهيضة والسهر ولا على ضعف من البدن ولا من المعدة ولا عقيب الرياضة الا لمن هو قوى جدا فيستعمل على الحد الذي قلناه واستعمال الاغتسال بالماء البارد على الأنحاء المذكورة يهزم الحار الغريزي إلى داخل دفعة ثم يقويه على الاستظهار والبروز اضعافا لما كان * (الفصل السابع في تدبير المأكول) * يجب أن يجتهد حافظ الصحة في أن لا يكون جوهر غذائه شيئا من الأغذية الدوائية مثل البقول والفواكه وغير ذلك فان الملطفة محرقة للدم والغليظة مبلغمة مثقلة للبدن بل يجب لمن يكون لغداء من مثل اللحم خصوصا لحم الجدي والعاجيل الصغار والحملان والحنطة المنقلة من الشوائب المأخوذة من زرع صحيح لم يصبه آفة والشئ الحلو الملائم للمزاج والشراب الطيب الريحاني ولا يلتفت إلى ما سوى ذلك الاعلى سبيل التعالج والتقدم بالحفظ وأشبه الفواكه بالغذاء التين والعنب الصحيح النضيج الحلو جدا والتمر في البلاد والأراضي المعتاد فيها ذلك فان استعمل هذه وحدث منها فضل بادر إلى استفراغ ذلك الفضل ويجب ان لا يأكل الاعلى شهوة ولا يدافع الشهوة إذا هاجت ولم تكن كاذبة كشهوة السكارى ومن به تخمة فان الصبر على الجوع يملا المعدة أخلاطا صديدية رديئة ويجب ان يؤكل في الشتاء الطعام الحار بالفعل وفي الصيف البارد أو القليل السخونة ولا يبلغ الحر والبرد إلى ما لا يطاق واعلم أنه لا شئ أردأ من شبع في الخصب يتبعه جوع في الجدب وبالعكس والعكس أردأ وقد رأينا خلقا ضاق عليهم الطعام في القحط فلما اتسع الطعام امتلؤا ماتوا على أن الامتلاء الشديد في كل حال قتال كان من طعام أو شراب فكم من رجل امتلاء بافراط فاختنق ومات وإذا وقع الخطأ فتنوول شئ من الأغذية الدوائية فيجب أن يدبر في هضمه وانضاجه وليحترز من سوء المزاج المتوقع منه باستعمال ما يضاده عقيبه حتى ينهضم فان كان باردا مثل القثاء والخيار والقرع عدل بما يضاده مثل الثوم والكراث وان كان حارا عدل بما يضاده أيضا من مثل القثاء وبقلة الحمقاء وان كان سدديا استعمل ما يفتح ويستفرغ ثم يجوع بعده جوعا صالحا فلا يتناول شيئا هو وكل مستصح البتة ما لم تصدق الشهوة وتخلوا المعدة والأمعاء العلى عن العذاء الأول فأضر شئ بالبدن ادخال غذاء على غذاء لم ينضج وينهضم ولا شر من التخمة وخصوصا ما كان تخمة من أغذية رديئة فان التخمة إذا عرضت من الأغذية الغليظة أورثت وجع
(١٦٣)