القروحي فيجب ان ينقص مع ظهوره من الرياضة ان كانت هي سببه وان اقترن بها كثرة أخلاط نقصت أو تخم قريبة العهد تدورك ضررها بالجوع والاستفراغ وتحليل ما حصل في ناحية الجلد بالدلك الكثير اللين بدهن لا قبض فيه إلى اليوم الثالث ثم تستعمل رياضة الاسترداد ويغذى في اليوم الأول بما جرت به عادته في الكيفية الا انه ينقص من كميته وفي الثاني يغذى بالمرطبات فان كانت العروق نقية والخام في شحم المعي فالدلك قد ينضجه وخصوصا إذا نفدت إليه قوة أدوية مسخنة ودهن الغرب نافع جدا من ذلك وادهان الشبث والبابونج ونحو ذلك وطبيخ أصل السلق في الدهن في اناء مضاعف ودهن أصل الخطمي ودهن أصل قثاء الحمار والفاشر أو دهن الأشنة جيدة وكل ما يقع من الادهان فيه الأشنة * واما الاعياء التمددي فالغرض في معالجته ارخاء ما صلب بالدلك اللين والدهن المسخن في الشمس والاستحمام بالماء الفاتر واللبث فيه طويلا حتى أنه ان عاود الأبزن في اليوم مرتين أو ثلاثة جاز ويتدهن بعد كل استحمام وان احتيج بسبب وجوب نشف العرق وانتشاف الدهن معه إلى أن يعاد مسح الدهن عليه فعل ويغذى بغداء رطب قليل المقدار فإنه إلى تقليل الغذاء أحوج من القروحي وهذا الاعياء تحلله الرياضة وتفش الاعياء وان كان عارضا بذاته لفضول غليظة لم يكن بد من استفراغ وان كانت بسبب ريح ممددة حلله مثل الكمون والكرويا والأنيسون * واما الاعياء الورمي فالغرض في تدبيره أمور ثلاثة ارخاء ما تمدد وتبريد ما سخن واستفراغ الفضل ويتم ذلك بالدهن الكثير الفاتر والدلك اللين جدا وطول اللبث في الماء المائل إلى السخونة قليلا والراحة وأما القشفي فلا يغير فيه من تدبير الأصحاء شئ الا أن الماء الذي يستحم فيه يجب أن يزاد سخونة فان الماء الحار جدا فيه تكثيف للجلد مع أنه لا مضرة فيه مثل مضرة البارد من المياه فإنه وان كثف ففيه مخاطرة لنفوذ برده في بدن قد نحف وربما كان سبب نحافته تخلخل جلده بل هذا هو الأكثر وفى اليوم الثاني تستعمل رياضة استرداد على رفق ولين والحمام كحال اليوم الأول ثم يؤمران ينزج في الماء البارد دفعة ليكثف جلده ويقلل تحلله وتحفظ فيه الرطوبة ويلقى بدنا فيه ما يقاومه من الحرارة وقد تكيف به وهذان السببان يتعاونان على دفع غائلة برده وخصوصا إذا انزج فيه وخرج في الحال ولم يمكث فان المكث لا أمان معه ويغدى ضحوة النهار بغذاء مرطب يسير لكي يمكن ان يدلك عند العشية كرة أخرى وحينئذ يؤخر العشاء ويجتهد ان يكون قد نفض الفضول عن نفسه بدهن عذب ولا يصيبن به بطنه الا أن يكون أحس باعياء في عضل بطنه فحينئذ يدهنها برفق ولين وليتوسع في غذائه وليزد فيه مع توق ان يكون غداؤه شديد الحرارة وكل اعياء يكون سببه الحركة فان تركها مع ابتداء أثر الاعياء يمنع حدوثه ثم يستعمل رياضة الاسترداد لتدفع الحركة المعتدلة المواد إلى الجلد ويحللها الدلك فيما بين تلك الحركات في وقفاتها ويعرف حاله بالاستحمام فان أحدث الحمام نافضا فالامر مجاوز الحد وخصوصا ان أحدث حمى وحينئذ فلا يجب ان يستحم بل يستفرغ ويصلح المزاج وان لم يحدث الحمام شيئا من ذلك فهو منتفع به وان كان في عروق المعي أخلاط جامدة أو خامة فدبر أولا الاعياء بما يجب ثم اشتغل بما ينضج الخامة ويلطفها ويخرجها فان كانت كثيرة أشير عليه حينئذ بالسكون وترك الرياضات فان السكون أهضم وترك الفصد فإنه في الأكثر يخرج النقي ويبقى الخام ولا يسهل
(١٧٤)