دلائل السلامة أنذر برعاف وإلا دل على اختلاط العقل وفساد الذهن وإذا قل بول الصحيح ورق ودام ذلك وأحس بثقل ووجع في القطن دل على ورم صلب بنواحي الكلية وإذا غزر البول في علة القولنج فربما يبشر باقبال خاصة إذا كان أبيض سهل الخروج * (الفصل الثامن في البول النضيج الصحي الفاضل) * هو معتدل القوام لطيف الصبغ إلى الأترجية محمود الرسوب ان كان فيه على الصفة المذكورة من البياض والخفة والملاسة والاستواء واستدارة الشكل وتكون الرائحة معتدلة لا منتنة ولا خامدة ومثل هذا البول إذا رؤي في مرض في غاية الحدة دفعة دل على افراق يكون في اليوم الثاني وأنت تعرف ذلك * (الفصل التاسع في أبوال الأسنان) * الأطفال أبوالهم تضرب إلى اللبنية من جهة غذائهم ورطوبة مزاجهم ويكون أميل إلى البياض والصبيان بولهم أغلظ وأثخن من بول الشبان وأكثر بثورا وقد ذكرنا هذا من قبل وبول الشبان إلى النارية واعتدال القوام وبول الكهول إلى البياض والرقة وربما كان غليظا بحسب فضول فيهم يكثر استفراغها وبول المشايخ أشد رقة وبياضا ويعرض لهم الغلظ المذكور ندرة وإذا كان بولهم شديد الغلظ كانوا بعرض حدوث الحصاة فيهم * (الفصل العاشر في أبوال النساء والرجال) * بول النساء على كل حال أغلظ وأشد بياضا وأقل رونقا من بول الرجال وذلك لكثرة فضولهن وضعف هضمهن وسعة منافذ ما يندفع عنهن ولما يتحلل إلى آلات أبوالهن من أرحامهن ثم اعلم أن بول الرجل إذا حركته فكدر مالت كدرته إلى فوق وهو في الأكثر يكدر وبول النساء لا يكدره التحريك لقلة تميزه ويكون في الأكثر على رأسه زبد مستدير وان تكدر كان قليل الكدر وبول الرجل على أثر جماعه فيه خيوط منتسج بعضها في بعض وبول الحبالى صاف عليه ضباب في رأسه وربما كان على لون ماء الحمص وماء الأكارع أصفر فيه زرقة وعلى رأسه ضباب وكيف كان فيرى في وسطه كقطن منفوش وكثيرا ما يكون مثل الحب ينزل ويصعد وان كانت الزرقة شديدة الظهور فهو أول الحمل وان كان بدلها حمرة فهو آخره وخصوصا إذا كان يتكدر بالتحريك وبول النفساء في الأكثر يكون أسود فيه كالمداد والسخام * (الفصل الحادي عشر في أبوال الحيوانات للامتحان وبيان مخالفتها لأبوال الناس) * فنقول ربما انتفع الطبيب عند وقوفه على أبوال الحيوانات فيما يجرب به إذا اتفق ان أصاب وذلك عسر قالوا ان بول الجمال يكون في القارورة كالسمن الذائب مع كدورة وغلظ من خارج وبول الدواب يشبهه لكنه أصفى ويخيل ان نصف قارورته الاعلى صاف ونصفه الأسفل كدر وبول الغنم أبيض في صفرة قريب من بول الناس ولكن ليس له قوام وثفله كالدهن أو كثفل الدهن وكلما كان غذاؤه أجود فهو أصفى وبول الظبي يشبه بول الغنم والناس ولكن ليس له قوام ولا ثفل له وهو أصفى من بول الغنم * (الفصل الثاني عشر في أشياء سيالة تشبه الأبوال والتفرقة بينها وبين الأبوال) * اعلم أن السكنجبين وجميع السيالات من ماء العسل وماء التين وغير ذلك من ماء الزعفران
(١٤٦)