معدته ويحدره * وقد يعرض للصبي ورم الحلق بين الفم والمرئ وربما امتد ذلك إلى العضل وإلى خرز القفا فيجب أن تلين الطبيعة بالشيافة ثم يعالج بمثل رب التوث ونحوه * وقد يعرض له خرخرة عظيمة في نومه فيجب أن يلعق من بزر الكتان المدقوق بالعسل أو من الكمون المدقوق المعجون بالعسل * وقد يعرض للصبي ريح الصبيان وقد ذكرنا علاجه في باب أمراض الرأس لكنا نذكر شيئا قد ينجع فيهم كثيرا وهو ان يأخذ من السعتر والجند بيد ستر والكمون أجزاء سواء فتجمع سحقا ويسقى والشربة ثلاث حبات * وقد يعرض للصبي خروج المقعدة فيجب أن تؤخذ قشور الرمان والآس الرطب وجفت البلوط وورد يابس وقرن محرق والشب اليماني وظلف المعز وجلنار وعفص اجزاء سواء من كل واحد درهم يطبخ في الماء طبخا شديدا حي ستخرج قوته ثم يقعد في طبيخه فاترا وقد يعرض للصبيان زحير من برد يصيبهم فينفعهم ان يؤخذ حرف وكمون من كل واحد ثلاثة دراهم يدق وينخل ويعجن بسمن البقر العتيق ويسقى منه بماء بارد وقد يتولد في بطن الصبيان دود صغار يؤذيهم وأكثره في نواحي المقعدة ويتولد فيهم منه الطوال أيضا وأما العراض فقلما تتولد فالطوال تعالج بماء الشيح يسقون منه في اللبن شيئا يسيرا بمقدار قوتهم وربما احتيج إلى أن تضمد بطونهم بالأفسنتين والبرنج الكابلي ومرارة البقر وشحم الحنظل وأما الصغار التي تكون منهم في المقعدة فيجب أن يؤخذ الراسن والعروق لصفر من كل واحد جزء سكر مثل الجميع فيسقى في الماء وقد يعرض للصبي سحج في الفخذ فيجب أن يذر عليه الآس المسحوق وأصل السوسن المسحوق أو الورد المسحوق أو السعد أو دقيق الشعير أو دقيق العدس * (الفصل الفصل الرابع في تدبير الأطفال إذا انتقلوا إلى سن الصبا) * يجب أن يكون وكد العناية مصروفا إلى مراعاة أخلاق الصبي فيعدل وذلك بأن يحفظ كيلا يعرض له غضب شديد أو خوف شديد أو غم أو سهر وذلك بان يتأمل كل وقت ما الذي يشتهيه ويحن إليه فيقرب إليه وما الذي يكرهه فينحى عن وجهه وفي ذلك منفعتان إحداهما في نفسه بان ينشأ من الطفولة حسن الأخلاق ويصير ذلك له ملكة لازمة والثانية لبدنه فإنه كما أن الأخلاق الرديئة تابعة لأنواع سوء المزاج فكذلك إذا أحدثت عن العادة استتبعت سوء لمزاج المناسب لها فان الغضب يسخن جدا والغم يجفف جدا والبليد يرخى القوة النسفانية وتميل بالمزاج إلى البلغمية ففي تعديل الأخلاق حفظ الصحة للنفس والبدن جميعا معا وإذا انتبه الصبي من نومه فالأحرى ان يستحم ثم يخلى بينه وبين اللعب ساعة ثم يطعم شيئا يسيرا ثم يطلق له اللعب الأطول ثم يستحم ثم يغذى ويجنبون ما أمكن شرب الماء على الطعام لئلا ينفذه فيهم نيا قبل الهضم وإذا أتى عليه من أحواله ست سنين فيجب أن يقدم إلى المؤدب والمعلم ويدرج أيضا في ذلك ولا يحكم عليه بملازمة الكتاب كرة واحدة وإذا بلغ سنهم هذا السن نقص من أحمامهم وزيد في تعبهم قبل الطعام وجنبوا النبيذ خصوصا ان كان أحدهم حار المزاج مرطوبه لان المضرة التي تبقى من النبيذ وهي توليد المرار في شاربيه تسرع إليهم بسهولة والمنفعة المتوقعة من سقيه وهي ادرار المرار منهم أو ترطيب مفاصلهم غير مطلوبة فيهم لان مرارهم لا تكثر حتى تستدر بالبول ولأن مفاصلهم مستغنية عن الترطيب وليطلق لهم من الماء البارد العذب النقي
(١٥٧)