الأضلاع وقاية لما تخيط به من آلات التنفس وأعالي آلات الغذاء ولم يجعل عظما واحدا لئلا تثقل ولئلا تعم آفة ان عرضت وليسهل الانبساط إذا زادت الحاجة على ما في الطبع أو امتلأت الأحشاء من الغذاء والنفخ فاحتيج إلى ما كان أوسع للهواء المجتذب وليتخللها عضل الصدر المعينة في أفعال التنفس وما يتصل به ولما كان الصدر يحيط بالرئة والقلب وما معهما من الأعضاء وجب أن يحتاط في وقايتهما أشد الاحتياط فان تأثير الآفات العارضة لها أعظم ومع ذلك فان تحصينها من جميع الجهات لا يضيق عليها ولا يضرها فخلقت الأضلاع السبعة العلى مشتملة على ما فيها ملتقية عند القص محيطة بالعضو الرئيس من جميع الجوانب وأما ما يلي آلات الغذاء فخلقت كالمخرزة من خلف حيث لا تدركه حراسة البصر ولم يتصل من قدام بل درجت يسيرا يسيرا في الانقطاع فكان أعلاها أقرب مسافة ما بين أطرافها البارزة وأسفلها أبعد مسافة وذلك ليجمع إلى وقاية أعضاء الغذاء من الكبد والطحال وغير ذلك توسيعا لمكان المعدة فلا ينضغط عند امتلائها من الأغذية ومن النفخ فالأضلاع السبعة العلى تسمى أضلاع الصدر وهي من كل جانب سبعة والوسطيان منها أكبر وأطول والأطراف أقصر فان هذا الشكل أحوط في الاشتمال من الجهات على المشتمل عليه وهذه الأضلاع تميل أولا على احديدابها إلى أسفل ثم تكر كالمتراجعة إلى فوق فتتصل بالقص على ما نصفه بعد حتى يكون اشتمالها أوسع مكانا ويدخل في كل واحد منها زائدتان في نقرتين غائرتين في كل جناح على الفقرات فيحدث مفصل مضاعف وكذلك السبعة العلى مع عظام القص واما الخمسة المتقاصرة الباقية فإنها عظام الخلف وأضلاع الزور وخلقت رؤسها متصلة بغضاريف لتأمن من الانكسار عند المصادمات ولئلا تلاقى الأعضاء اللينة والحجاب بصلابتها بل تلاقيها بجرم متوسط بينها وبين الأعضاء اللينة في الصلابة واللين * (الفصل الخامس عشر في تشريح القص) * القص مؤلف من عظام سبعة ولم يخلق عظما واحدا لمثل ما عرف في سائر المواضع من المنفعة وليكون أسلس في مساعدة ما يطيف بها من أعضاء التنفس في الانبساط ولذلك خلقت هشة موصولة بغضاريف تعين في الحركة الخفية التي لها وان كانت مفاصلها موثوقة وقد خلقت سبعة بعدد الأضلاع الملتصقة بهم أو يتصل بأسفل القص عظم غضروفي عريض طرفه الأسفل إلى الاستدارة يسمى الخنجري لمشابهته الخنجر وهو وقاية لفم المعدة وواسطة بين القص والأعضاء اللينة فيحسن اتصال الصلب باللين على ما قلنا مرارا * (الفصل السادس عشر في تشريح الترقوة) * الترقوة عظم موضوع على كل واحد من جانبي أعلى القص يتخلى عند النحر بتحدبه فرجة تنفذ فيها العروق الصاعدة إلى الدماغ والعصب النازل منه بتقعير ثم يميل إلى الجانب الوحشي ويتصل برأس الكتف فيرتبط به الكتف وبهما جميعا العضد * (الفصل السابع عشر في تشريح الكتف) * الكتف خلق لمنفعتين إحداهما لان يعلق به العضد واليد فلا يكون العضد ملتصقا بالصدر فتنعقد سلاسة حركة كل واحدة من اليدين إلى الأخرى وتضيق بل خلق بريا من الأضلاع
(٣٣)