أيضا قبل الانضاج فان ذلك لا يغنى ويؤذى ولا باس بالادرار ولا تعطيه مسخنا فينشر الخام في البدن وليكن استعماله عليه برفق وبقدر معتدل ويجب ان يجعل في أغذيته الفلفل والكبر والزنجبيل وخل الكبر وخل الثوم واخل الاسترغان وأجرامها أيضا والجوارشنات المعروفة بقدر وبعد النضج وظهور الرسوب في البول ونضج الأغلب فاستعمل الشراب ليتم النضج وأدر وليكن شرابه اللطيف الرقيق ولا يستعمل القئ * (الفصل الخامس عشر في أحوال أخرى تتبع الرياضات من الأحوال) * وهي التكاثف والتخلخل والترطيب المفرط واليبس المفرط فتتكلم أولا في هذه الأحوال ثم ننتقل إلى تدبير الاعياء الكائن من تلقاء نفسه فمن ذلك تخلخل يعرض للبدن وكثيرا ما يعرض للبدن من الدلك اليسير ومن الحمام ويعالج بالدلك اليابس اليسير المائل إلى الصلابة مع دهن قابض ومن ذلك تكاثف يعرض من برد أو شئ قابض أو كثيرة فضول أو غلظها أو لزوجتها يؤدى ذلك إلى احتباسها في مسام الجلد أو يكون التكاثف بسبب رياضة جذبته من الغور من غير أن يكون عن أسباب سابقة أو يكون السبب في ذلك المقام في موضع غباري أو دلكا قويا صلبا أماما كان من برد وقبض فعلامته بياض اللون وابطاء التسخن والتعرق وعود اللون إلى الحمرة عند الرياضة فهؤلاء يجب ان يستحموا بحمامات حارة ويتمرغوا على طوابقها المعتدلة الحرارة وعلى فراشها حتى يعرقوا ويتدهنوا بأدهان لطيفة حارة محللة وأما الواقعون في ذلك من رياضة فعلامتهم عدم تلك العلامات وتوسخ الجلد وعلاجه النفض ان كان هناك فضل واستعمال ما يحلل من حمام وتمريخ وأما الواقعون في ذلك من غبار أو قوة دلك فهم إلى الاستحمام أحوج منهم إلى التمريخ بالادهان وليتدلكوا تدليكا لينا قبل الحمام وبعده وقد يعرض عقيب الافراط في الرياضة مع قلة الدلك ضعف مع التخلخل وقد يعرض من الجماع المفرط أيضا ومن الحمام المتواتر فينبغي ان يعالجوا برياضة الاسترداد وبدلك يابس إلى الصلابة مع دهن قابض ويتناولوا أغذية مرطبة قليلة الكمية معتدلة في الحر والبرد أو إلى الحر ما هي قليلا وكذلك يصنعون ان عرض ضعف أو سهر أو غم أو عرض يبس من الغضب فان عرض لهؤلاء سوء استمراء لم يوافقهم رياضة الاسترداد ولا شئ من الرياضات البتة وقد يعرض من فرط الاستحمام والاستكثار من الغذاء والشراب والترفه أن يحس الانسان في أعضائه بفضل رطوبة وخصوصا في لسانه حتى أنها تضر بالفعال الأعضاء فان كان من سبب سابق فذلك إلى الطب الجزئي وان كان من أمر مما عددناه قريبا كشرب أو فرط دعة أو شدة استرطاب من الحمام فيجب ان يجشموا رياضة قوية ودلكا خشنا يابسا بلا دهن أو مع شئ قليل من الدهن المسخن وأما اليبس المفرط الذي يحسه صاحبه ببدنه فهو من جنس الاعياء القشفي وعلاجه ذلك العلاج بعينه * (الفصل السادس عشر في علاج الاعياء الحادث بنفسه) * أما القروحي فيجب ان يتعرف حاله انه هل هو في الخلط الموجب له داخل العروق أو خارجها ويدل على كونه في العروق نتن البول وأحوال الأغذية السالفة وعادته في كثرة تولد الفضول في عروقه أو قلتها وسرعة انتفائها عنه أو احواجها إياه إلى علاج وحال مشروبه انه هل كان
(١٧٥)