* (الفصل السادس في أمور تعد مع الأمراض) * وههنا أمور خارجة عن الأمراض وتعد فيها وهي الأمور الداخلة في الزينة أحدها في الشعر والثاني في اللون والثالث في الرائحة والرابع في السحنة بعد اللون وأجناس أمراض الشعر التناثر والتمرط والقصر والفلة والشقاق والدقة والغلط وافراط الجعودة وافراط السبوطة والشيب واستحالة اللون كيف كان وآفات اللون تدخل في أربعة أجناس جنس استحالته عن سوء مزاج بمادة كاليرقان أو بغير مادة كالحصبة العارضة للون عن مزاج بارد مفرد والصفرة التي ربما كانت عن مزاج حار مفرد وجنس استحالته عن أسباب بادية كما تسفع الشمس والبرد والريح اللون وجنس انبساط أجسام غريبة اللون على الجلد الحامل اللون كالبهق الأسود وانتقاطها فيه كالخيلان والنمش وجنس الآثار العارضة من التئام تفرق اتصال عرض كآثار الجدري وأنداب القروح وآفات الرائحة كالضأن وغيره من الروائح الكريهة التي تفوح من الأبدان وآفات السحنة بعد اللون اما الهزال المفرط واما السمن المفرط * (الفصل السابع في أوقات الأمراض) * واعلم أن لأكثر الأمراض أربعة أوقات وقت الابتداء ووقت التزايد ووقت منتهى ووقت الانحطاط وما خرج من هذه فهي من أوقات الصحة وليس نعنى بوقت الابتداء والانتهاء طرفان لا يستبان فيهما حال المرض بل لكل واحد منهما زمان محسوس يكون له حكم مخصوص ووقت الابتداء هو الزمان الذي يظهر فيه المرض ويكون كالمتشابه في أحواله لا يستبان فيه تزايده والتزايد هو الوقت الذي يستبان فيه اشتداده كل وقت بعد وقت ووقت الانتهاء هو الوقت الذي يقف فيه المرض في جميع أجزائه على حالة واحدة والانحطاط هو الزمان الذي يظهر فيه انتقاصه وكل ما أمعن كان الانتقاص أظهر وهذه الأوقات قد تكون بحسب المرض من أوله إلى آخره في نوائبه وتسمى أوقاتا كلية وقد تكون بحسب نوبة نوبة وتسمى أوقاتا جزئية * (الفصل الثامن في تمام القول في الأمراض) * ان الأمراض قد تلحقها التسمية من وجوه اما من الأعضاء الحاملة لها كذات الجنب وذات الرئة واما من اعراضها كالصرع واما من أسبابها كقولنا مرض سوداوي واما من التشبيه كقولنا داء الأسد وداء الفيل واما منسوبا إلى أول من يذكر أنه عرض له ذلك كقولهم قرحة طيلانية منسوبة إلى رجل يسمى طيلانس واما منسوبا إلى بلدة يكثر حدوثها فيه كقولهم القروح البلخية واما منسوبا إلى من كان مشهورا بالانجاح في معالجاتها كالقرحة السيروتية واما من جواهرها وذواتها كالحمى والورم قال جالينوس ان الأمراض اما ظاهرة فتعرف حسا واما باطنة سهله الوقوف عليها كأوجاع المعدة والرئة أو عسرة الوقوف عليها كآفات الكبد ومجاري الرئة واما غير مدركة الا بالتخمين كالآفات العارضة لمجاري البول والأمراض قد تكون خاصة وقد تكون بالشركة والعضو يشارك عضوا في مرضه اما لأنهما متواصلان بالطبع يتصل بينهما آلات كالدماغ والمعدة يوصل بينهما العصب والرحم والثدي يوصل الأوردة بينهما واما لان أحدهما طريق إلى الثاني كالأربيتين لورم الساق واما لأنهما
(٧٨)