مادة كثيرة واللذاع على مادة حادة وأما دلائل الورم فمن ثلاثة أوجه اما من جوهره كالحمرة على الصفراء والصلب على السوداء واما من موضعه كالذي يكون في اليمين فيدل مثلا على أنه عند الكبد أو في اليسار فيدل على أنه في ناحية الطحال واما بشكله فإنه ان كان عند اليمين وكان هلاليا دل على أنه في نفس الكبد وان كان مطاولا دل على أنه في العضلة التي فوقها واما دلائل الوضع فاما من المواضع واما من المشاركات أما من المواضع فظاهر وأما من المشاركات فكما يستدل على ألم في الإصبع من سبب سابق انه لآفة عارضة في الزوج السادس من أزواج العصب الذي للعنق * (الفصل الثاني في علامات الفرق بين الأمراض الخاصية والمشارك فيها) * ولما كانت الأمراض قد تعرض بدأ في عضو وقد تعرض بالمشاركة كما يشارك الرأس المعدة في أمراضهما فواجب ان نحد الفرق بين الامرين بعلامة فاصلة فنقول انه يجب ان يتأمل أيهما عرض أولا فيحدس انه الأصلي والآخر مشارك ويتأمل أيهما يبقى بعد فناء الثاني فنحدس الأصلي والآخر مشارك وبالضد فان المشارك يحدس من أمره انه هو الذي يعرض أخيرا وانه يسكن مع سكون الأول لكنه قد يعرض من هذا غلط وهو انه ربما كانت العلة الأصلية غير محسوسة وغير مؤلمة في ابتدائها ثم يحس ضررها بعد ظهور المرض الشركي وهو بالحقيقة عارض بعدها تال لها فيظن بالمشارك والعارض انه والمرض الأصلي أو ربما لم يقطن الا بالعارض وحده وغفل عن الأصلي أصلا وسبيل التحرز من هذا الغلط ان يكون الطبيب عالما مشارك الأعضاء وذلك من علمه بالتشريح وعارفا بالآفات الواقعة بعضو عضو وما كان منها محسوسا أو غير محسوس فيتوقف في المرض ولا يحكم فيه انه اصلى الا بعد تأمله لما يمكن ان يكون عروضه تبعا له فيسائل المريض عن علامات الأمراض التي يمكن ان تكون في الأعضاء المشاركة للعضو العليل أو تكون غير محسوسة ولا مؤلمة ألما ظاهرا ولا مثيرة عرضا قريبا منها لكنها انما يتبعها أمور بعيدة عنها محسوسة ويجهل المريض انها عوارض لمثل ذلك الأصل البعيد بل انما يهدى إلى ذلك معرفه الطبيب وأكثر ما يهتدى منه تأمله لمضار الافعال وإذا وجدها سابقة حكم بان المرض مشارك فيه على أن من الأعضاء أعضاه أكثر أحوالها ان تكون أمراضها متأخرة عن أمراض أعضاء أخرى فان الرأس في أكثر الأحوال تكون أمراضه بمشاركة المعدة واما عكس ذلك فأقل ونحن نضع بين يديك علامات الأمزجة الأصلية والعارضة بوجه عام فاما التي يخص منها عضوا عضوا فسيقال في بابه وأما علامات أمراض التركيب فان ما كان منها ظاهرا فان الحس يعرفه وما كان من باطن فان ما سوى الامتلاء والسدة والأورام وتفرق الاتصال يعسر حصره في القول الكلى وكذلك ما يخص من الامتلاء والسدة والورم والتفرق عضوا عضوا فالأولى لجميع ذلك أن يؤخر إلى الأقاويل الجزئية * (الفصل الثالث في علامات الأمزجة) * أجناس الدلائل التي منها يتعرف أحوال الأمزجة عشرة * أحدها الملمس ووجه التعرف منه ان يتأمل انه هل هو مساو للمس الصحيح في البلدان المعتدلة والهواء المعتدل فان ساواه دل على الاعتدال وان انفعل عنه اللامس الصحيح المزاج فبرد أو سخن أو استلانه استلانة فوق الطبيعي
(١١٥)