متساوية في الصبيان والشبان والهوائية والمائية في الصبيان أكثر والأرضية في الكهول والمشايخ أكثر منها فيهما وهي في المشايخ أكثر والشاب معتدل المزاج فوق اعتدال الصبي لكنه بالقياس إلى الصبي يابس المزاج وبالقياس إلى الشيخ والكهل حار المزاج والشيخ أيبس من الشاب والكهل في مزاج أعضائه الأصلية وأرطب منهما بالرطوبة الغريبة البالة * وأما الأجناس في اختلاف أمزجتها فان الإناث أبرد أمزجة من الذكور ولذلك قصرن عن الذكور في الخلق وأرطب فلبرد مزاجهن تكثر فضولهن ولقلة رياضتهن جوهر لحومهن أسخف وان كان لحم الرجل من جهة تركيبه بما يخالطه أسخف فإنه لكثافته أشد تبردا مما ينفذ فيه من العروق وليف العصب وأهل البلاد الشمالية أرطب وأهل الصناعة المائية أرطب والذين يخالفونهم فعلى الخلاف واما علامات الأمزجة فسنذكرها حيث نذكر العلامات الكلية الجزئية * (التعليم الرابع في الأخلاط وهو فصلان) * * (الفصل الأول في ماهية الخلط وأقسامه) * الخلط جسم رطب سيال يستحيل إليه الغذاء أولا فمنه خلط محمود وهو الذي من شأنه ان يصير جزأ من جوهر المغتذى وحده أو مع غيره ومتشبها به وحده أو مع غيره وبالجملة سادا بدل شئ مما يتحلل منه ومنه فضل وخلط ردئ وهو الذي ليس من شأنه ذلك أو يستحيل في النادر إلى الخلط المحمود ويكون حقه قبل ذلك أن يدفع عن البدن وينفض ونقول ان رطوبات البدن منها أولى ومنها ثانية فالأولى هي الأخلاط الأربعة التي نذكرها والثانية قسمان اما فضول واما غير فضول والفضول سنذكرها والتي ليست بفضول هي التي استحالت عن حالة الابتداء ونفذت في الأعضاء الا انها لم تصر جزء عضو من الأعضاء المفردة بالفعل التام وهي أصناف أربعة أحدها الرطوبة المحصورة في تجاويف أطراف العروق الصغار المجاورة للأعضاء الأصلية الساقية لها والثانية الرطوبة التي هي منبثة في الأعضاء الأصلية بمنزلة الظل وهي مستعدة لان تستحيل غذاء إذا فقد البدن الغذاء ولأن تبل الأعضاء إذا جففها سبب من حركة عنيفة أو غيرها والثالثة الرطوبة القريبة العهد بالانعقاد فهي غذاء استحال إلى جوهر الأعضاء من طريق المزاج والتشبيه ولم تستحل بعد من طريق القوام التام والرابعة الرطوبة المداخلة للأعضاء الأصلية منذ ابتداء النشو التي بها اتصال اجزائها ومبدؤها من النطفة ومبدأ النطفة من الأخلاط ونقول أيضا ان الرطوبات الخلطية المحمودة والفضلية تنحصر في أربعة أجناس جنس الدم وهو أفضلها وجنس البلغم وجنس الصفراء وجنس السوداء والدم حار الطبع رطبه وهو صنفان طبيعي وغير طبيعي والطبيعي احمر اللون لا نتن له حلو جدا وغير الطبيعي قسمان فمنه ما قد تغير عن المزاج الصالح لا بشئ خالطه ولكن بان ساء مزاجه في نفسه فبرد مزاجه مثلا أو سخن ومنه ما انما تغير بان حصل خلط ردئ فيه وذلك قسمان فإنه اما ان يكون الخلط ورد عليه من خارج فنفذ فيه فأفسده واما ان يكون الخلط تولد فيه نفسه مثلا بان يكون عفن بعضه فاستحال لطبقه مرة صفراء وكثيفه مرة سوداء وبقيا أو أحدهما فيه وهذا القسم بقسميه مختلف بحسب ما يخالطه وأصنافه من أصناف البلغم وأصناف السوداء وأصناف الصفراء
(١٣)